" وقال ﷿: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ﴾ "
وأيضًا كونه كتب في الكتاب المكنون لا يخرجه عن كونه كلام الله.
" وروى عبد الله بن عمر أنَّ النبي ﷺ نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو "
وفي هذا تعظيم كلام الله وإبعاده عن أن يمتهن أو أن يسيء إليه أحد، ولهذا نهي عن أن يسافر به إلى أرض العدو.
" وقال عثمان بن عفان ﵁:"ما أحب أن يأتي علي يوم وليلة حتى أنظر في كلام الله ﷿"يعني القراءة في المصحف "
وفي هذا عناية السلف ﵏ بالقرآن، واهتمامهم بقراءته، وحرصهم على ألا يمر عليهم يوم إلا وقد شغلوه بتلاوة كلام الله سبحانه.
وفيه أنَّ النظر إلى المصحف بالأعين لا يخرجه عن كونه كلام الله، نظرنا إليه بالأعين أو تلوناه أو كتبناه أو حفظناه، فأينما توجه فهو كلام الله تعالى.
وفيه أهمية قراءة القرآن من المصحف حتى للحافظ؛ لأنه يقرأ ويتدبر وينظر إلى كلام الله جل وعلا، فيجمع في تلاوته بين القراءة باللسان والنظر إلى كلام الله جل وعلا بالعين.
" وقال عبد الله بن أبي مليكة: كان عكرمة بن أبي جهل ﵁ يأخذ المصحف فيضعه على وجهه، فيقول: كتاب ربي ﷿ وكلام ربي ﷿ "
الشاهد في هذا قول عكرمة ﵁ عن هذا المكتوب: كتاب ربي، وكلام ربي. وهذا فيه أنَّ القرآن وإن كتب فهو كلام الله.
فإذا آمن العبد بأنَّ هذا القرآن الموجود في المصاحف المتلو بالألسن هو كلام