ولبعض المتقدمين كتب خاصة في أحاديث الأمثال، منها: كتاب الأمثال للرامهرمزي.
فالشاهد من الحديث: أنَّ القرآن حال حفظه في الصدور يبقى كلام الله.
" وهو مكتوب في المصاحف منظور بالأعين "
المؤلف ﵀ يؤكد على المعنى الذي أشرت إليه، ألا وهو أنَّ القرآن أينما توجه فهو كلام الله. فمر معنا: إن تلي بالألسن فهو كلام الله، وإن سمع بالآذان فهو كلام الله، وإن كتب فهو كلام الله، وإن حفظ في الصدور فهو أيضًا كلام الله. وهنا يبين أنه إن رئي بالأعين أو كتب في المصاحف والأوراق فهو كلام الله. كما جاء عن الإمام أحمد ﵀ أنَّه قال:"يتوجه العبد لله تعالى بالقرآن بخمسة أوجه، وهو فيها غير مخلوق: حفظ بقلب، وتلاوة بلسان، وسمع بآذان، ونظر ببصر، وخط بيد. فالقلب مخلوق والمحفوظ غير مخلوق، والتلاوة مخلوقة والمتلو غير مخلوق، والسمع مخلوق والمسموع غير مخلوق، والنظر مخلوق والمنظور إليه غير مخلوق، والكتابة مخلوقة والمكتوب غير مخلوق"١.
ثم أورد المصنف ﵀ بعض الأدلة على أنَّ القرآن وإن كُتب في المصاحف أو نُظر إليه بالأعين فهو كلام الله، فقال:
" قال الله ﷿: ﴿وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ﴾ أي: وهو في هذه الحالة - مكتوبًا في كتاب - أيضًا لا يخرج عن كونه كلام الله ﷿.
١ معارج القبول " ١/٢٩٠ "