144

Excellence of the Lord of Creation in Explaining the Brilliant Pearls

فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

ژانرونه

له أهكذا كان رسول الله ﷺ يقوم من الرجل حيث قمت، ومن المرأة حيث قمت؟ قال: نعم (١). وفي حديث سمرة بن جندب، أن امرأة ماتت في بطن، فصلى عليها النبي ﷺ فقام وسطها (٢). فدلّ ذلك على أن هذا الفعل سنة عن النبي ﷺ. قال المؤلف ﵀: (ويُكَبِّرُ أربعًا أو خمسًا) الصحيح الثابت عنه ﷺ هو ما ذكره المؤلف فقط لا زيادة وهو التكبير أربعًا أو خمسًا. أما الأربع فأحاديثها في «الصحيحين» (٣). وأما الخمس فورد فيه حديث عن زيد بن أرقم في «صحيح مسلم» أنه كان يُكبر على الجنائز أربعًا، قال: ثم إنه كبر على جنازة خمسًا، فسُئل عن ذلك فقال: كان رسول الله ﷺ يُكبرها (٤). فعمل زيد بن أرقم من تكبيره خمسًا، يدل على أن هذا الحكم غير منسوخ وإنما هو سنة ثابتة، لأن زيد بن أرقم علم الأربع وعلم الخمس، فدلّ ذلك على أنه من اختلاف التنوع الذي يفعل تارةً على صورةٍ، وتارةً على صورةٍ ثانيةٍ. أما الست والسبع فلم يرد فيها حديث مرفوع، بل وردت بعض الموقوفات عن بعض الصحابة منها ما هو صحيح ومنها ما ليس بصحيح، والحجة فيما فعله ﷺ لا فيما فعله غيره. وأما الثمان فلا أعرف شيئًا يثبت فيها. وأما التسع فورد فيها حديث: أن النبي ﷺ صلى على حمزة بتسع تكبيرات (٥).

(١) أخرجه أحمد (٢٠/ ٣٨٠)، وأبو داود (٢١٩٤)، والترمذي (١٠٣٤)، وابن ماجه (١٤٩٤) وغيرهم. (٢) أخرجه البخاري (٣٣٢)، ومسلم (٩٦٤). (٣) ومنها حديث أبي هريرة ﵁ الذي أخرجه البخاري (١٣٣٣)، ومسلم (٩٥١)، انه كبّر على النجاشي أربعًا. (٤) أخرجه مسلم (٩٥٧). (٥) أخرجه الطحاوي في «معاني الآثار» (٢٨٨٧)، من رواية يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه يعني عن عبد الله بن الزبير ﵁. وأخرجه ابن شاهين في كتابه: من حديث ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، أن الزبير ﵁ قال: "صلى النبي ﷺ على حمزة فكبر سبعًا"، وقال البغوي: حفظي أنه قال: عن عبد الله بن الزبير. كذا في نخب الأفكار لبدر الدين العيني. وله شاهد من حديث ابن عباس ضعيف، انظر تحقيق القول في الأحاديث التي أثبتت الصلاة على حمزة في البدر المنير (٥/ ٢٤٣) لابن الملقن.

1 / 144