Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders
موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
خپرندوی
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
ژانرونه
الْجنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا (١). وقال ﷺ لأصحابه: "إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا" (٢).
صور من سماحة الصحابة والتابعين في معاملة غير المسلمين: تاريخ الإسلام شاهد على أن المسلمين لم يكرهوا أحدا في أي فترة من فترات التاريخ على ترك دينه، فالإسلام دين العقل والفطرة ولا يقبل من أحد أن يدخله مكرها، تحدى الأولين والآخرين بمعجزته الخالدة، ولم يعرف في تاريخ المسلمين الطويل أنهم ضيقوا على اليهود والنصارى أو غيرهم أو أنهم أجبروا أحدا من أي طائفة من الطوائف اليهودية أو النصرانية على اعتناق الإسلام. يقول توماس آرنولد: "لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي" (٣).
ولقد كان عهد الخلفاء الراشدين امتدادا لعهد النبي ﷺ وشهد صورا من سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين من إعانتهم بالمال أو النفس عند الحاجة، ومن كفالة العاجز منهم عن العمل أو كبير السن، وغير ذلك. وهذا هو عين ما سار عليه الخلفاء الراشدون ﵃ في صدر الإسلام في معاملتهم لأهل الذمة، وأسوق هنا بعض الشواهد والأمثلة التي تبين سماحة الصحابة ﵃ في معاملة غير المسلمين.
١) في خلافة أبي بكر ﵁ كتب خالد بن الوليد ﵁ في عقد الذمة لأهل الحيرة بالعراق -وكانوا من النصارى-: "وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه؛ طرحت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله" (٤).
(١) البخاري (٣١٦٦)، عن عبد الله بن عمرو ﵃. (٢) أخرجه الطبراني في الكبير (١٩/ ٦١/ ١١١)، وعبد الرزاق في مصنفه (١٩٣٧٥)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٥٥٣)، وصححه، وصححه الألباني في الصحيحة (١٣٧٤). (٣) سماحة الإسلام نقلًا عن كتاب "الدعوة إلى الإسلام" لـ توماس آرنولد. (٤) انظر: سماحة الإسلام.
1 / 148