Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders
موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
خپرندوی
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
ژانرونه
رجاء أَنْ يَقُولَ لَهُمْ يَرْحَمُكُمْ الله فَيَقُولُ: "يَهْدِيكُمُ الله وَيُصْلِحُ بَالكُمْ" (١).
٤) وكان ﷺ يقبل هدايا مخالفيه من غير المسلمين. فقبل هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم في خيبر حيث أهدت له شاة مشوية قد وضعت فيها السم (٢).
٥) وكان ﷺ يغشى مخالفيه في دورهم. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَال: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمسْجِدِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله ﷺ فَقَال انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ فَقَامَ رسول الله ﷺ فَنَادَاهُمْ: "يَا مَعْشَرَ يَهُودَ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا" فَقَالوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَال لهم رسول الله: ذَلِكَ أُرِيدُ، ثُمَّ قَالهَا الثَّانِيَةَ، فَقَالوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، ثُمَّ قَال الثَّالِثَةَ، فَقَال: "اعْلَمُوا أَنَّ الْأَرْضَ للهِ وَرَسُولِهِ وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الْأَرْضُ للهِ وَرَسُولِهِ" (٣).
٦) وكان ﷺ يأمر بصلة القريب وإن كان غير مسلم فقال لأسماء بنت أبي بكر ﵄: "صِلي أُمَّكِ" (٤). ولما تأسس المجتمع الإسلامي الأول وعاش في كنفه اليهود بعهد مع المسلمين وكان ﷺ غاية في الحلم معهم والسماحة في معاملتهم حتى نقضوا العهد وخانوا رسول الله ﷺ، أما من يعيشون بين المسلمين يحترمون قيمهم ومجتمعهم وحذر رسول الله ﷺ من ظلم المعاهدين أو انتقاصهم فقال ﷺ: "أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (٥).
وشدد الوعيد على من هتك حرمة دمائهم فقال ﷺ: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ
(١) الترمذي (٢٧٣٩)، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في إرواء الغليل (١٢٧٧). (٢) البخاري (٢٦١٧). (٣) البخاري (٦٩٤٤)، مسلم (١٧٦٥) بنحوه. (٤) البخاري (٢٦٢٠)، مسلم (١٠٠٣). (٥) أخرجه أبو داود (٣/ ٤٩٧/ ٣٠٤٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٢٠٥/ ١٨١١)، عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء الصحابة عن آبائهم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٦٥٥).
1 / 147