259

Encyclopedia of Scientific Miracles in the Quran and Sunnah

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

خپرندوی

دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني

د ایډیشن شمېره

الثانية ١٤٢٦ هـ

د چاپ کال

٢٠٠٥ م.

د خپرونکي ځای

جادة ابن سينا.

ژانرونه

إنّ زوالَ الشمسِ عن كَبِد السماءِ هو انحرافُها، وما دامَ اللهُ العليمُ الخبيرُ يقول: ﴿والسمآء ذَاتِ الرجع﴾ [الطارق: ١١]، فإنّ كلَّ كوكبٍ في الكون يدورُ حول نجم آخرَ، وله مسارٌ دائري أو إهليلجي، ويرجعُ إلى مكانِ انطلاقِه، أنْ يكونَ هذا الكوكبُ على هذا المسارِ بشكلٍ دقيقٍ، هذا فِعْلُ مَنْ؟ لو أنّ الأرضَ خَرَجَتْ عن مسارِها لانجذبتْ إلى كوكبٍ آخرَ، وانتهتِ الحياةُ على الأرضِ، فمَنِ الذي يُبْقِي حركةَ هذه الكواكبِ على خطِّ سيْرِها تمامًا؟ كما لو أنّ قطارًا خَرَجَ عن سكَّته لتدهور، فأنْ يبقى القطارُ على سكَّته، وأنْ تبقى المركبةُ على الطريقِ، وأنْ تبقى الأرضُ في مسارها حولَ الشمسِ، فهذا مِن تقديرِ عزيزٍ حكيمٍ، يقول ربنا ﷿: ﴿إِنَّ الله يُمْسِكُ السماوات والأرض أَن تَزُولاَ﴾، أيْ: أنْ تخرجَ عن مسارها، وإنّ مذنَّب هالي زار الأرضَ في عام ١٩١٠، وزارها ثانيةً في عام ١٩٨٦، هذا المذنَّب منذ آلافِ آلاف السنين له مسارٌ لا يحيدُ عنه، وله وقتٌ لا يتخلَّفُ عنه، فمَنْ أبقاه في هذا المسار، وفي هذه السرعةِ الدقيقةِ؟ هذا المذنَّبُ، وبقيةُ المذنَّبات، والأرضُ، والمجموعةُ الشمسيةُ.. ﴿والشمس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا﴾ [يس: ٣٨] .
كلُّ الكونِ يسيرُ في مساراتٍ لا يحيدُ عنها أبدًا، بقدرة قادر، إنّه اللهُ خَالقُ الكون وحْدَه، ﴿إِنَّ الله يُمْسِكُ السماوات والأرض أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [فاطر: ٤١] .
هل تستطيعُ قُوى الأرض كلُّها أنْ تُعيدَ انحرافَ الأرضِ إذا خرجتْ عن مسارِها؟ أو أنْ تُعِيدَ انحرافَ الشمسِ إذا خرجتْ عن مسارِها؟
المرصد العملاق، وأبعد المجرات عنا

2 / 9