ما هذه الدقة في خلق الإنسان؟! ﴿أَيَحْسَبُ الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يمنى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فسوى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزوجين الذكر والأنثى﴾ [القيامة: ٣٦-٣٩] .
جهاز الكبد منطقة صناعية كاملة
إنّ مِن آياتِ اللهِ الكبرى الدالةِ على عظمتِه هذا الكبدَ الذي يوجدُ في أحشائِنا، وهو أكبرُ عضوٍ في الأحشاءِ، وإذا كان الإنسانُ لا يستطيعُ أن يعيشَ دونَ قلبٍ أكثرَ من ثلاثِ دقائقَ، فإنه لا يستطيعُ أن يعيشَ دونَ كبدٍ أكثرَ من ثلاثِ ساعاتٍ، والكبدُ يستطيعُ بناءَ نفسِه، فلو أنّ جرّاحًا استأصلَ أربعةَ أخماسِ الكبدِ فإنه يُعيدُ بناءَ نفسِه في سرعةٍ هائلةٍ، لأنّ اللهَ ﷾ جهَّزَ الكبدَ بقدرةٍ عجيبةٍ على ترميمِ ذاتِه، وأسرعُ الخلايا انقسامًا هي خلايا الكبدِ، والكبدُ يقومُ بوظائفَ كثيرةٍ، قال بعضُهم: "إنّ له خمسمئةِ وظيفةٍ"، وقال بعضُهم: "بل سبعمئةِ وظيفةٍ"، وقال بعضُهم: "بل وظائفُه بالآلافِ"، وعلى كلٍّ الشيءُ الذي يلفتُ النظرَ أنّ كلَّ خليةٍ في الكبدِ تقومُ وحْدَها بهذه الوظائفِ.
فمن وظائفِ الكبدِ التخزينُ، فهو مخزِّنٌ للدمِ، حيث يستوعبُ ألفًا وخمسمئةٍ من السنتيمتراتِ المكعبةِ من الدمِ، وإذا طرأَ طارئٌ، حصلَ نزيفٌ، أو حادثٌ، أو عمليةُ ولادةٍ، فإنّ هرمونًا في الكظرِ يأمرُ الكبدَ أنْ يحرِّرَ جزءًا من هذا الدمِ المخزونِ ليعوِّضَ الدمَ المفقودَ.