أحبه الإمبراطور هادريان وآثره، وقيل إنه زار مدرسته في نيقوبوليس. واقتبس منه الإمبراطور ماركوس أوريليوس كثيرا في «التأملات»، وكتب فيها: «إنني لمدين لرستيكوس بتعرفي على «محادثات إبكتيتوس» التي تفضل علي بنسخته الخاصة منها» (التأملات، 1-7). ويذكره أوريجين ويقول عنه: إنه عمل خيرا مما عمله أفلاطون! كما أثنى عليه القديس أوغسطين في الفصل الخامس من «مدينة الله». أما بليز بسكال، أحد أمراء البيان في كل العصور، فكان يعد «محادثات إبكتيتوس» أحد أعز كتابين لديه. ويعتبره ماثيو أرنولد واحدا من ثلاث شخصيات تاريخية
1
هي الأكثر إلهاما له وعونا في الأوقات العصيبة.
يسأل قارئ «المحادثات» و«المختصر»: من أين لهذا الشيخ الواهن كل هذه الإمرة، وهذا السلطان على طلبته من علية الرومان؛ حكام العالم في ذلك الزمان؟!
ذلك شيء لا يكون إلا علويا. تلك إمرة العقل وسلطان الحكمة، إنه ليرأم الشاب الفتي ويلقي القول على قلبه فيقلم عتوه ويذهب بشرته، ويعده لدوره، ويشكله بفلسفته، ويؤتي فيه أثره كأن قلبه في يده وقلوب الشباب في ضلاله:
الزم الصمت فثمة خطر كبير بأن تقيء في الحال ما لم تهضمه.
مدرسة الفيلسوف مشفى لا يفترض أن يروح منه الطلاب في لذة بل في ألم.
يظن الكثيرون أن الحر فقط هو من ينبغي أن يتعلم، بينما يرى الفلاسفة أن المتعلم فقط هو الحر.
لكل نوع من الكائنات جماله، وجمال الإنسان في الجانب الإنساني منه: العقل. وفي هذا فلتعمل التطرية والتهذيب. أما شعرك فدعه لمن جبله وفق اختياره.
إننا نتحدث عن أنفسنا كأننا معدات أو أمعاء أو سوءات، فنخاف ونرغب ونتملق الذين يقدرون على مساعدتنا في هذه الأشياء ونخشاهم أيضا.
ناپیژندل شوی مخ