19 (33) سلوكيات الرواقي
ابدأ بتحديد طابع ونموذج في السلوك تلتزم به، سواء كنت منفردا أو كنت مع الآخرين.
الزم الصمت ما استطعت ولا تتكلم إلا في الضرورة وبكلمات موجزة. ولكن إذا اقتضى الأمر، في أحيان نادرة، أن تتحدث، فلتتنكب الحديث في الأشياء الشائعة: عن المجالدين أو عن سباقات الخيل أو عن الرياضيين، أو عن الأطعمة أو الأشربة، تلك الموضوعات المبتذلة للحديث. وتنكب بصفة خاصة الحديث عن الناس، سواء بالذم أو بالمدح أو بعقد المقارنات بينهم. عليك أن تستميل رفاقك، ما استطعت، إلى الحديث فيما يليق. أما إذا ألقت بك الظروف بين غرباء، فلتصمت.
إياك وكثرة الضحك، سواء بتحينه أو بالإطالة فيه. اجتنب الحلف تماما إن أمكن، فإذا لم يمكن فاجتنبه جهد ما تستطيع.
تجنب المحافل الشعبية والسوقية، فإذا ما دعت الظروف فلتأخذ كل الحذر من أن تنزلق إلى الإسفاف دون أن تدري. ولتعلم أنه مهما يكن المرء نقيا، فإن رفيق السوء لا بد من أن يلوثه.
أما عن ضروريات الجسد، فلا تأخذ منها إلا الكفاف؛ كاللحم والشراب والكساء والمأوى والخدم، وقاطع كل ما يتصل بالأبهة والترف.
أما الجنس فتعفف عنه ما استطعت قبل الزواج. فإذا مارسته فلتكن ممارسة مشروعة. ولكن لا تكن فظا ولا مضيقا تجاه من يستبيحون لأنفسهم هذه الأشياء. ولا تكثر من التباهي بأنك لا تفعل ذلك.
إذا أنبأك شخص بأن فلانا يتحدث عنك بما يسيء فلا تدافع عن نفسك ضد ما قال، بل قل: «إنه لا يعرف بقية عيوبي، وإلا لما اقتصر على هذه.»
ليس عليك أن تكثر من حضور المباريات. فإذا شاءت الظروف أن تكون هناك فلا تبد حرصا تجاه أي طرف أكثر من حرصك على نفسك! أي أرد الأشياء أن تكون ما تكونه فحسب، وأن يفوز الذي يفوز فحسب. فهكذا تسلم من أي متاعب. ولكن امتنع تماما عن الهتاف والسخرية والانفعالات العنيفة. وعندما تنصرف لا تكثر من التعليق على ما حدث، وعلى ما لا يسهم في صلاح حالك، وإلا بدا من حديثك أنك مأخوذ بالمشهد أكثر من اللائق.
لا تهرع إلى الندوات الخاصة وتعجل في حضورها. فإذا حضرت فاحتفظ برصانتك واتزانك، ولكن تجنب أن تكون ممتعضا نكدا.
ناپیژندل شوی مخ