Em‘ān al-Naẓar fī Mashrū‘iyyat al-Bughd wa al-Hajr
إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر
خپرندوی
دار التوحيد
ژانرونه
فصل
قال أبو العالية ﵀: (إِعْمَلْ بالطاعةِ وأحب عليها مَن عَمِل بِهَا، واجتَنِبْ المعصيةَ وعادِ عليها مَن عَمِل بها، فإنْ شاء الله عَذَّبَ أهلَ مَعصِيَتِهِ وإنْ شاء غَفَرَ لَهُم) انتهى (١).
هكذا العلماء يخافون على العاصي ويرْجُون للمُطِيعِ، وليسَ مَعنى بغضهم وحبهم الشهادة لأحدٍ أو الْحُكْم عليه بنارٍ أوْ جَنَّةٍ، فهذا إلى الله ﷿.
ورَضِيَ الله عن أمير المؤمنين عَلِيِّ بنِ أبِي طالب حيث قال: (لو كان الدِّينُ بالرأيِ لكانَ أسفَلُ الْخُفِّ أولى بالْمَسْحِ مِنْ أعلاَه!) (٢)، وذلك لأنَّ أسفَلَه هو الذي يباشِرُ الأرضَ ومع هذا جاء الأمر بِمَسْح أعلاه.
ولقد صالَت الآراءُ وجالت في وقتنا بِمَا لا يُعْهد له مثيلٌ حتى طالت الولاء والبراء وتسمية الكفار بغير ما سماهم الله به ورسوله
(١) «بغية الطَّلَب» لابن العديم (٤/ ٩)، و«الحلية» (٢/ ٢٠٨).
(٢) وتمام الحديث: (وقد رأيتُ رسول الله ﷺ يمسح على ظاهر خُفيه) أخرجه أبو داود في «سننه» برقم (١٦٢)، والنسائي في «سننه الصغرى» برقم (١٣٦)، وغيرهم؛ وقال الحافظ ابن حجر في «بلوغ الْمَرام» برقم (٢٧): (إسناده حسَن)؛ وانظر للفائدة: «سبل السلام» للصنعاني (١/ ٨٥).
1 / 44