313

دستور العلماء

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

خپرندوی

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

د ایډیشن شمېره

الأولى، 1421هـ - 2000م

اللغة والاستعمال شرط في كونها حقيقة كما أن الاستعمال في غير المعنى الموضوع له شرط في كونها مجازا فاللفظ الموضوع قبل الاستعمال لا حقيقة ولا مجاز وإنما سمي ذلك اللفظ حقيقة لأنها إما مأخوذ من حق المتعدي وهو المستعمل في المعنيين يقال حق فلان الأمر أي أثبته ويقال حققه إذا كنت منه على يقين. فعلى هذا الحقيقة فعيلة بمعنى مفعول سواء كانت مأخوذة من حق المتعدي بالمعنى الأول أو بالمعنى الثاني. واللفظ المستعمل في الموضوع الأصلي شيء مثبت في مقامه ومعلوم بسبب معلومية دلالته عليه. وإما مأخوذة من حق اللازم فهي حينئذ بمعنى الثابت. ولا شك أن اللفظ المستعمل في الموضوع له الأصلي ثابت في وإنما قلنا إنه معلوم بسبب معلومية دلالته عليه لأن اللفظ الموضوع لا يعلم إلا إذا كانت دلالته على المعنى معلومة.

فإن قيل إن الفعيل إذا كان بمعنى المفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ويكون عاريا عن التاء فلا بد أن تكون الحقيقة على المأخذ الأول عارية عن التاء، قلت: الواجب على ذلك المأخذ التأويل في لفظ الحقيقة بناء على الضابطة المذكورة والتأويل فيه بوجهين: أحدهما: أن التاء للنقل من الوضعية إلى الاسمية فإن الفعيل الذي استوى فيه المذكر والمؤنث إذا نقل من الوصفية التي علامتها العري عن التاء إلى الاسمية الحق بآخره التاء للدلالة على عدم بقاء المعنى الوصفي. وثانيهما: أن ذلك الفعيل إذا كان جاريا على موصوف مؤنث غير مذكور لا بد له من التاء كما في قولك مررت بقتيلة بني فلان أي مررت بامرأة قتيلة بني فلان أي بامرأة مقتولة قتلها بنو فلان فيجعل لفظ الحقيقة جاريا على موصوف مؤنث غير مذكور وأما إذا كانت الحقيقة مأخوذة من حق اللازم فلا يستوي فيها المذكر والمؤنث بل تذكر في المذكر وتؤنث في المؤنث فلا إشكال حينئذ في التاء فيكون لفظ الحقيقة الجاري على الموصوف المؤنث نقل في الاصطلاح إلى اللفظ المذكور. هذا ما ذكره السيد السند الشريف الشريف قدس سره في حواشيه على شرح الشمسية.

ثم اعلم أن الحقيقة عند الحكماء هي الماهية الموجودة في الأعيان أي الموجودة في الخارج بوجود أصلي - ولهذا قالوا الحقيقة هي الأمر الثابت المتأصل في الوجود خص في الاصطلاح بكنه الشيء المتحقق. وحقيقة الشيء ما به الشيء هو كالحيوان الناطق للإنسان بخلاف مثل الضاحك والكاتب مما يمكن تصور الإنسان بدونه. وقد يقال إن ما به الشيء هو هو باعتبار تحققه حقيقة وباعتبار تشخصه هوية ومع قطع النظر عن ذلك ماهية. وتحقيق ما به الشيء هو هو والاعتراضات الواردة فيه في الماهية إن شاء الله تعالى والحقيقة والماهية مترادفان.

الحقيقة العقلية: وكذا المجاز العقلي عند الخطيب الدمشقي صاحب التلخيص صفة الإسناد وعند الشيخ عبد القاهر والسكاكي صاحب المفتاح رحمهما الله صفة

مخ ۲۹