دستور العلماء
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
خپرندوی
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى، 1421هـ - 2000م
ژانرونه
من بين المعاني المخزونة بإضافته إلى اللفظ المخصوص لا من حيث إنه وضع هذا اللفظ المخصوص لذلك المعنى حتى يكون بحثا لغويا.
نعم إن التعريف اللفظي يفيد أمرين: أحدهما: إحضار معنى اللفظ. والثاني: التصديق بأن هذا اللفظ موضوع لهذا المعنى. فإن أورد في العلوم اللغوية فالمقصود منه بالذات التصديق المذكور وبالعرض التصور إذ نظر أرباب تلك العلوم مقصور على الألفاظ وحينئذ كان بحثا لغويا ومن المطالب التصديقية. وإن أورد في العلوم العقلية فالمقصود منه بالذات التصوير والإحضار وبالعرض التصديق على ما تقتضيه وظيفة هذه العلوم وحينئذ كان تعريفا لفظيا ومن المطالب التصورية. ومن ها هنا يرتفع النزاع بين الفريقين القائل أحدهما بأنه من المطالب التصديقية والآخر بأنه من المطالب التصورية فإذا قيل الخلاء محال فيقال ما الخلاء فيجاب بأنه بعد موهوم فإن قصد السائل بالذات أن لفظ الخلاء لأي معنى من المعاني المخزونة موضوع في اللغة فكان الجواب المذكور حينئذ بحثا لغويا ووظيفة أرباب اللغة ومفيدا بتصديق إن لفظ الخلاء موضوع لهذا المعنى وإن قصد تصور معنى لفظ الخلاء لوقوعه موضوعا في القضية الملفوظة أعني الخلاء محال ولا بد من تصور الموضوع في التصديق ليحكم عليه بأنه محال فكان الجواب المسطور حينئذ تعريفا لفظيا ومن المطالب التصورية.
والفرق: بين التعريف اللفظي والحقيقي بوجوه. الأول: أن في التعريف الحقيقي استحصال الصورة ابتداء وفي اللفظي استحصالها ثانيا ولهذا يعبر عن هذا الاستحصال بالاستحضار فيقال إن في التعريف اللفظي استحضار الصورة. وتفصيل هذا المجمل أن الصورة قبل التعريف الحقيقي لم تكن حاصلة في المدركة أصلا ثم بعده صارت حاصلة فيها ففيه استحصال الصورة ابتداء أي تحصيل صورة غير حاصلة أصلا والصورة قبل التعريف اللفظي حاصلة في الخيال بعد حصولها في المدركة ثم زوالها عنها ثم إذا أخذت الالتفات إليها يحصل مرة أخرى في المدركة ففي التعريف اللفظي استحضار الصورة واستحصالها ثانيا. فإن قلت كثيرا ما يكون المعنى مخطورا بالبال حاضرا في المدركة ومع ذلك يحتاج إلى التعريف اللفظي فيعلم من ها هنا أن استحضار الصورة لا يكون مطلوبا بالتعريف اللفظي وإلا يلزم استحضار الحاضر وهو محال. قلنا قد علمت أن المقصود من التعريف اللفظي تصوير معنى اللفظ من حيث إنه معناه لا من حيث إن هذا اللفظ موضوع لهذا المعنى ومجرد حضور المعنى عند المدركة لا يفيد تصوره من حيث إنه معنى هذا اللفظ. والثاني: أن التعريف الحقيقي يكون لنفسه ولغيره أيضا بخلاف اللفظي فإنه إحضار الصورة الحاصلة لغيره لا لنفسه وإلا يلزم تحصيل الحاصل وإحضار الحاضر فإن قصد إحضار شيء لا يتصور بدون حضوره. والثالث: أن منشأ التعريف اللفظي كونه مسبوقا بلفظ لم يفهم معناه بخلاف الحقيقي. والرابع:
مخ ۲۱۶