دستور العلماء
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
خپرندوی
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى، 1421هـ - 2000م
ژانرونه
لا يكون نسبة ذلك الأمر إلى متبوعه مقصودة بل تكون نسبته إليه توطئة وتمهيد النسبته إلى التابع وهو على أربعة أقسام.
بدل الكل: إذا كان مدلوله عين مدلول الأول نحو جاءني زيد أخوك.
بدل البعض: إذا كان مدلوله جزءا من مدلول المبدل منه نحو ضربت زيدا رأسه. والإضافة فيهما بيانية.
بدل الاشتمال: إذا لم يكن كذلك أي لا عينه ولا جزؤه فهو الذي لا يكون عين المبدل منه ولا بعضه ويكون المبدل منه مشتملا عليه لا كاشتمال الظرف على المظروف بل من حيث كونه دالا عليه إجمالا ومتقاضيا له بوجه ما بحيث تبقى النفس عند ذكر المبدل منه متشوقة إلى ذكره منتظرة له فيجيء هو مبينا وملخصا لما أجمل أولا مثل أعجبني زيد علمه وسلب زيد ثوبه. والإضافة في هذا القسم إضافة المسبب إلى السبب أي بدل سببه اشتمال المبدل منه عليه. والقسم الرابع.
بدل الغلط: أي بدل سببه غلط المتكلم بالمبدل منه فالإضافة فيه أيضا كإضافة البدل إلى الاشتمال وهو أن تقصد إليه بعد أن غلطت بالمبدل منه. والمشهوران بدل الغلط لا يقع في فصيح الكلام. فضلا عن أن يقع في كلام رب الأنام.
ثم اعلم أن منهم من فصل وقال الغلط على ثلاثة أقسام: (غلط صريح محقق) كما إذا أردت أن تقول جاءني حمار فسبقك لسانك إلى رجل ثم تداركته فقلت حمار (وغلط نسيان) وهو أن تنسى المقصود فتعمد ذكر ما هو غلط ثم تداركه بذكر المقصود فهذان لا يقعان في فصيح الكلام ولا فيما يصدر عن روية وفطانة يعني في الكلام المشتمل على البيدائع. وإن وقع في كلام فحقه الإضراب عن الأول المغلوط فيه بكلمة بل. (وغلط بدأ) وهو أن تذكر المبدل منه عن قصد ثم توهم السامع أنك غالط. وهذا معتمد الشعراء كثيرا مبالغة وتفننا. وشرطه أن ترتقي من الأدنى إلى الأعلى كقولك هند - نجم - بدر - كأنك وإن كنت متعمدا لذكر النجم تغلط نفسك وترى أنك لم تقصد إلا تشبهها بالبدر. وكذا قولك بدر شمس. وادعاء الغلط ها هنا أي في الثالث وأظهاره أبلغ في المعنى من التصريح بكلمة بل انتهى.
البد: هو الذي لا ضرورة فيه.
البدء: ظهور الرأي بعد أن لم يكن.
البديهي: هو العلم الذي لا يتوقف حصوله على نظر وكسب كتصور الحرارة والتصديق بأن النار حارة. ثم التصديق البديهي إن كان تصور طرفيه كافيا في الجزم به فبديهي أولى كالتصديق بأن الكل أعظم من الجزء. أو لا يكون كافيا بل يكون محتاجا إلى شيء آخر غير النظر والكسب من الحدس والتجربة والإحساس وغير ذلك فبديهي
مخ ۱۵۸