53

فقال له: لقد رأيت ما رأيت فما عندك في تأويلها؟

قال: ما عندي فيها ولا في تأويلها شيء، ولكن أرسل الى عاملك بالحيرة يوجه إليك رجلا من علمائهم فانهم أصحاب علم بالحدثان.

فبعث إليه عبد المسيح بن نفيلة الغساني، فلما قدم إليه أخبره كسرى بالخبر، فقال له: أيها الملك ليس عندي فيها ولا في تأويلها شيء، ولكن جهزني الى خال لي بالشام يقال له سطيح. فقال: جهزوه.

فلما قدم على سطيح وجده قد احتضر، فناداه فلم يجبه، وكلمه فلم يرد عليه، فقال عبد المسيح:

أصم لم يسمع غطريف (1) اليمن

يا فاصل الخطة أعيت من ومن

(2)

أتاك شيخ الحي من آل سنن (3)

أبيض فضفاض من الرداء والبدن

رسول قيل العجم يهوي للوثن

لا يرهب الوعد ولا ريب الزمن (4)

فرفع إليه رأسه وقال: عبد المسيح على جمل مشيح، جاء الى سطيح، وقد اوفى على الضريح، بعثك ملك ساسان لارتجاج الايوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبدان، رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، حتى اقتحمت الوادي، وانتشرت في البلاد، عبد المسيح إذا ظهرت التلاوة، وغاض وادي السماوة، وظهر صاحب الهراوة، فليست الشام لسطيح بشام، يملك منهم ملوك وملكات عدد سقوط الشرافات، وكلما هو آت آت. ثم قال عبد المسيح:

شمر فانك ماضي الهم شمير

لا يفزعنك تفريق وتغيير

ان يمس ملك بني ساسان أفرطهم

فإن ذا الدهر أطوار دهارير

مخ ۵۶