266

وأما الفضائل العملية فأقسام:

منها: العفة والزهد، وقد كان في الصحابة جمع من الزهاد كأبي ذر وسلمان وأبي الدرداء، وكلهم كانوا فيه تلامذة علي.

ومنها: الشجاعة، وقد كان في الصحابة جماعة شجعان كأبي دجانة وخالد بن الوليد، وكانت شجاعته أكثر نفعا من شجاعة الكل، ألا ترى أن النبي (عليه السلام) قال يوم الأحزاب: «لضربة علي خير من عبادة الثقلين» (1) وقال علي بن أبي طالب:

«ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية لكن بقوة إلهية» (2).

ومنها: السخاوة، وقد كان في الصحابة جمع من الأسخياء، وقد بلغ إخلاصه في سخاوته الى أنه أعطى ثلاثة أقراص، فأنزل الله تعالى في حقه: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا (3).

ومنها: حسن الخلق، وقد كان من شجاعته وبسالته حسن الخلق جدا، وقد بلغ فيه الى حيث نسبه أعداؤه الى الدعابة.

ومنها: البعد عن الدنيا، وظاهر أنه (عليه السلام) مع انفتاح أبواب الدنيا عليه لم يظهر التنعم والتلذذ، وكان مع غاية شجاعته إذا شرع في صلاة التهجد وشرع في الدعوات والتضرعات الى الله بلغ مبلغا لا يوازنه أحد ممن جاء بعده من الزهاد.

ولما ضربه ابن ملجم قال: «فزت ورب الكعبة».

وأما الفضائل البدنية:

فمنها: القوة والشدة، وكان فيها عظيم الدرجة حتى قيل إنه كان يقط الهام قط الأقلام.

ومنها: النسب العالي، ومعلوم أن شرف الأنساب هو القرب من رسول الله، وهو كان أقرب الناس في النسب الى رسول الله. وأما العباس فانه كان عم

مخ ۲۷۱