229

أنه وصف الحيتين فأتيتك وبشرتك بما عاينت وشاهدت من ابني علي.

قال: فبكى المثرم ثم سجد شكرا لله تعالى، ثم تمطا فقال: غطني بمدرعتي، فغطيته، فإذا أنا به ميت كما كان، فأقمت عنده ثلاثا اكلم فلا اجاب، فاستوحشت لذلك، وخرجت الحيتان فقالتا لي: السلام عليك يا أبا طالب، فأجبتهما، ثم قالتا لي: الحق بولي الله فأنت أحق بصيانته وحفظه من غيرك. فقلت لهما: من أنتما؟

قالتا: نحن عمله الصالح خلقنا الله من ميراث عمله، فنحن نذب عنه الأذى الى أن تقوم الساعة، فإذا قامت الساعة كان أحدنا قائده والآخر سائقه ودليله الى الجنة، ثم انصرف أبو طالب الى مكة.

قال جابر: فقلت: يا رسول الله، الله اكبر، إن الناس يقولون إن أبا طالب مات كافرا.

قال: يا جابر ربك أعلم بالغيب، انه لما كانت الليلة التي اسري بي فيها الى السماء انتهيت الى العرش فرأيت أربعة أنوار فقلت: ما هذه الأنوار؟

فقيل: هذا عبد المطلب، وهذا عمك أبو طالب، وهذا أبوك عبد الله، وهذا أخوك طالب.

فقلت: إلهي وسيدي فبما نالوا هذه الدرجة؟

قال: بكتمانهم الإيمان وإظهارهم الكفر وصبرهم على ذلك حتى ماتوا (1).

حدث محمد بن علي العباسي، قال : حدثنا علي بن علي البصري نزيل شيراز، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن داود، قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن علي الرياحي، عن الحسين بن زيد، عن أبيه يزيد بن قعيب الرياحي، قال: كنت أنا والعباس بن عبد المطلب يوما جلوسا بإزاء بيت الله الحرام إذ أتت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت حاملة بعلي لتسعة أشهر إلا يوما، فأصابها الطلق وكان يوم التمام، فوقعت (2) بإزاء بيت الله الحرام، ثم رمت بطرفها نحو السماء ثم قالت: ربي إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك الى رسول أو نبي وبكل كتاب أنزلته،

مخ ۲۳۴