199

ولو لا أبا طالب وابنه

لما مثل الدين شخصا وقاما

فذاك بمكة آوى وحاما

وهذا بيثرب سام الحساما

تكفل عبد مناف بأمر

وأودى فكان علي تماما

فقل في ثبير مضى بعد ما

قضى ما قضاه وأبقى شماما

فلله ذا فاتحا للهدى

ولله ذا للمعالي ختاما

وما ضر مجد أبي طالب

جهول لغا أو بصير تعامى

كما لا يضر أناي النهار

من ظن ضوء الصباح الظلاما

ولما بعث الله رسوله (عليه السلام) على رأس أربعين سنة من مولده وعمه أبو طالب يومئذ ابن بضع وسبعين سنة عادته [قريش] وصدته عن إبلاغ الرسالة، فعضده الله بعمه أبي طالب، وأيده بنصره ، وحماه بعشيرته، ورمى فيه العرب عن قوس واحدة، ورشقهم بالبواقر (1) ونابذ فيه الأباعد والقرابين حتى اخوته الأدنين، فكاد من كاده، وصافا من صافاه، وواساه بنفسه وولده وماله.

وحدث عن حفص بن عائشة التيمي قال: حدثني أبي قال مر أبو طالب ومعه ابنه جعفر على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يصلي وعلي (عليه السلام) يصلي عن يمينه، فقال أبو طالب لجعفر: صل مع ابن عمك، فتأخر علي وقام معهما جعفر، فتقدمهما رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكانت أقل جماعة صلت في الإسلام. وأنشأ أبو طالب يقول:

إن عليا وجعفرا ثقتي

عند ملم الزمان والكرب

أجعلهما عرضة العدى فإذا

راميت أو أنتمي الى نسب

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما

أخي ابن امي من بينهم وأبي

والله لا أخذل النبي ولا

يخذله من بني ذو حسب (2)

وحدث أبو إسحاق بن عيسى بن علي الهاشمي، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت

مخ ۲۰۴