194

نحب أن تخبرنا عنه. قال (عليه السلام): إن المغيرة يخبركم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله (صلى الله عليه وآله).

قالوا: أجل عن ذلك جئنا نسألك.

قال (عليه السلام): كذب، أحدث الناس عهدا برسول الله (صلى الله عليه وآله) قثم بن العباس (1).

ولما فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من دفن النبي (عليه السلام) أنشأ يقول:

الموت لا والدا يبقي ولا ولدا

هذا السبيل الى أن لا يرى أحدا

هذا النبي ولم يخلد لامته

لو خلد الله خلقا قبله خلدا

للموت فينا سهام غير خاطئة

من فاته اليوم سهم لم يفته غدا (2)

وقال أيضا:

أمن بعد تكفين النبي ودفنه

بأثوابه آسى على هالك ثوى

رزينا رسول الله فينا فلم يرى

لذلك عدلا ما حيينا من الورى

وكان لنا كالحصن من دون أهله

لهم معقل فيه حريز من العدى

وكنا به شم الانوف بنحوه

على موضع لا يستطاع ولا يرى

فيا خير من ضم الجوانح والحشى

ويا خير ميت ضمه الترب والثرى (3)

كأن امور الناس بعدك ضمنت

سفينة موج البحر والبحر قد طمى

وضاق فضاء الأرض عنهم برحبه

لفقد رسول الله إذ قيل قد قضى

فيا حزنا انا رأينا نبينا

على حين تم الدين واشتدت القوى

كان الالى شبهنه سفر ليلة

أضل الهدى لا نجم فيها ولا ضوى (4)

مخ ۱۹۷