الدر المنتخب په تکمیله تاریخ حلب کي
الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب
ژانرونه
وكان شيخا حسنا عاقلا حاكما عادلا خبيرا بالأحكام سديدا في أحكامه ولي قضاء حلب على مذهبه في سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة عوضا عن والده قاضي القضاة ناصر الدين أبي عبد الله محمد واستمر قاضيا إلى سنة ثمان وسبعين ثم عزل بالقاضي محب الدين أبي الوليد محمد ابن الشحنة ثم وليها مدة سنتين وكان عفيفا ساكنا قليل الأذى لكنه كان ماهرا في العلم جدا حكى لي القاضي شرف الدين مسعود بن شعبان الطائي قال كنا يوما جلوسا عند قاضي القضا جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم ابن العديم نسمع صحيح البخاري عليه فجاء اثنان فادعى أحدهما على الآخر بمبلغ مائتين وستين درهما فأنكر المدعى عليه فأخرج المدعي حجة وناولها قاضي القضاة جمال الدين المذكور وكان في الحجة أقر فلان بن فلان مثلا فقال جمال الدين للمدعى عليه ما اسمك؟ فقال فلان فقال واسم أبيلك؟
فقال فلان يغير اسمه الذي في الحجة فتفكر القاضي ساعة وسكت وأمر القارى بالقراءة وأطرق رأسه ثم بعد هنيهة قال القاضي جمال الدين يا فلان يعني ناداه باسمه الذي في الحجة على حين غفلة فقال المدعى عليه نعم فقال القاضي جمال الدين أعطه حقه فلم يسعه غير الاعتراف فألزمه بوفاء الحق وهذا من حسن ذكاء القاضي جمال الدين رحمه الله تعالى رأيت القاضي جمال الدين المشار إليه وكانت أدؤرنا بجواره ولم آخذ عنه شيئا وقد حدثنا عنه بعض مشايخنا ودرس بالحلاوية والشاذبختية وغيرهما من المدارس المختصة بمذهبه وكان يحفظ المختار على مذهبه في الفقه
مخ ۱۶۸