[رثاء مولانا المتوكل على الله شرف الدين بن شمس الدين , حي
الإمام عز الدين]
دعوته:
قال: وكانت دعوته عليه السلام في يوم تاسع من شهر شوال سنة
ثمانين وثمانمائة (880ه)، وكان مولده في شهر شوال كما تقدم، وهذا من النوادر، ووقع الحافر على الحافر، وروي مثل ذلك في حق جده الإمام علي بن المؤيد" فإنه ذكر إن مولده وقيامه ووفاته في شهر شوال، وهذا من كرامتهما الظاهرة، واستمر عليه السلام بعد دعوته في إصلاح أمة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي الجهاد، وإرشاد العباد وإقامة الأحكام، وتشييد منار الإسلام.
وفاته عليه السلام :
فلم يزل هذا دأبه حتى وافاه الأجل المحتوم في يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رجب الأصب سنة تسعمائة، وظهر له عليه السلام بصنعاء الكرامة العظمى، بأن نعاه فيها إله السماء.
قال الزحيف رحمه الله: وصل جماعة من صنعاء إلى صعدة فذكروا أنهم سمعوا ناعيا ينعاه عليه السلام وصرح بإسمه، فقال: رحم الله الإمام المؤتمن، المحيي لما مات من الفرائض والسنن، أبا الحسن عزالدين بن الحسن، فتلاقوا في المدينة يسألون من أي الجهات سمع الناعي، فكل يخبر أنه سمعه من الجهة التي هو فيها، وقد خطب به على المنابر، ونوهت به الأئمة الأكابر، وقد ذكر هذا النعي مولانا المتوكل على الله شرف الدين بن شمس الدين عليه السلام في مرثيته التي رثى بها حي مولانا الإمام عزالدين عليه السلام أنشأها في آخر شهر رجب سنة تسعمائة، وأرسل بها إلى مولانا أمير المؤمنين الناصر لدين الله الحسن بن أمير المؤمنين عزالدين بن الحسن" إلى كحلان تاج الدين، وهي هذه:
هل الوجد إلادون من أنت واجده *** وما الخلق إلا دون من أنت فاقده
مصاب على الإسلام مر مذاقه *** وانحت على الدين الحنيف شدائده
به الدهر أبكى المسلمين فثاكل *** يرن وشاك حر وجد يكابده
وباك بدمع كالحيا فسبحه *** خفوق وترجيف الفؤاد رواعده
لفقد أمير المؤمنين تقصمت *** عرى الحق وانحلت سريعا معاقده
ودهده ركنا للجهاد به رسا *** ودعدع قصرا للهدى هو شائده
فيا لك من خطب عظيم وحادث ***جسيم تسوء العالمين موارده
نعاه إلينا قبل يوم وقوعه ***بسبع إله الخلق والسمع شاهده بذا غنية عمن سواه ومن يكن ***به الله نبأ فهو جم محامده
مخ ۲۵