305

در منثور

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

خپرندوی

دار الفكر

د خپرونکي ځای

بيروت

وَأخرج ابْن إِسْحَاق والأزرقي وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن عُرْوَة قَالَ: مَا من نَبِي إِلَّا وَقد حج الْبَيْت إِلَّا مَا كَانَ من هود وَصَالح وَلَقَد حجه نوح فَلَمَّا كَانَ فِي الأَرْض مَا كَانَ من الْغَرق أصَاب الْبَيْت مَا أصَاب الأَرْض وَكَانَ الْبَيْت ربوة حَمْرَاء فَبعث الله ﷿ هودًا فتشاغل بِأَمْر قومه حَتَّى قَبضه الله إِلَيْهِ فَلم يحجه حَتَّى مَاتَ فَلَمَّا بؤاه الله لإِبراهيم ﵇ حجه ثمَّ لم يبْق نَبِي بعده إِلَّا حجه
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن مُجَاهِد قَالَ: حج الْبَيْت سَبْعُونَ نَبيا مِنْهُم مُوسَى ابْن عمرَان عَلَيْهِ عباءتان قطوانتيان وَمِنْهُم يُونُس يَقُول: لبيْك كاشف الكرب
وَأخرج الْأَزْرَقِيّ وَأَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما أهبط الله آدم إِلَى الأَرْض من الْجنَّة كَانَ رَأسه فِي السَّمَاء وَرجلَاهُ فِي الأَرْض وَهُوَ مثل الْفلك من رعدته فطأطأ الله مِنْهُ لإلى سِتِّينَ ذِرَاعا فَقَالَ: يَا رب مَالِي لَا أسمع أصوات الْمَلَائِكَة وَلَا حسهم قَالَ: خطيئتك يَا آدم وَلَكِن اذْهَبْ فَابْن لي بَيْتا فَطُفْ بِهِ واذكرني حوله كنحو مَا رَأَيْت الْمَلَائِكَة تصنع حول عَرْشِي فَأقبل آدم يتخطى فطويت لَهُ الأَرْض وَقبض الله لَهُ المفاوز فَصَارَت كل مفاوزة يمر بهَا خطْوَة وَقبض الله مَا كَانَ فِيهَا من مَخَاض أَو بَحر فَجعله لَهُ خطْوَة وَلم يَقع قدمه فِي شَيْء من الأَرْض إِلَّا صَار عمرانًا وبركة حَتَّى انْتهى إِلَى مَكَّة فَبنى الْبَيْت الْحَرَام وَأَن جِبْرِيل ﵇ ضرب بجناحه الأَرْض فأبرز عَن أس ثَابت على الأَرْض السَّابِعَة فَقَذَفْتُ فِيهِ الْمَلَائِكَة الصخر مَا يُطيق الصَّخْرَة مِنْهَا ثَلَاثُونَ رجلا وَأَنه بناه من خَمْسَة أجبل
من لبنان وطورزيتا وطورسينا والجودي وحراء حَتَّى اسْتَوَى على وَجه الأَرْض فَكَانَ أول من أسس الْبَيْت وَصلى فِيهِ وَطَاف آدم ﵇ حَتَّى بعث الله الطوفان فَكَانَ غَضبا ورجسًا فَحَيْثُمَا انْتهى الطوفان ذهب ريح آدم ﵇ وَلم يقرب الطوفان أَرض السَّنَد والهند فدرس مَوْضِعه الطوفان حَتَّى بعث الله إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل ﵉ فرفعا قَوَاعِده وأعلامه ثمَّ بنته قُرَيْش بعد ذَلِك وَهُوَ بحذاء الْبَيْت الْمَعْمُور لَو سقط مَا سقط إِلَّا عَلَيْهِ
وَأخرج الْأَزْرَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما أهبط آدم إِلَى الأَرْض أهبطه إِلَى مَوضِع الْبَيْت الْحَرَام وَهُوَ مثل الْفلك من رعدته ثمَّ نزل عَلَيْهِ الْحجر الْأسود وَهُوَ يتلألأ من شدَّة بياضه فَأَخذه آدم فضمه إِلَيْهِ آنسًا بِهِ ثمَّ نزل عَلَيْهِ الْقَضَاء فَقيل لَهُ: تخط يَا آدم فتخطى فَإِذا هُوَ بِأَرْض الْهِنْد أَو السَّنَد فَمَكثَ بذلك مَا شَاءَ الله

1 / 313