208

در فرید

الدر الفريد وبيت القصيد

پوهندوی

الدكتور كامل سلمان الجبوري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

نَفْسِهِ بِالسَّلِيْمِ مِنْ ذِكْرِ الحَيَّةِ، وَوَصْفِهَا بسُوْءِ سُمِّهَا، وَتَناَذُر الرَّاقِيْنَ إيَّاهَا بِمَا أَحْسَنَ فِيْهِ كلَّ الإِحْسَانِ، فَقَالَ (١): [من الطويل]
فَبِتُّ كَأَنِّي سَاوَرَتْنِي ضَئِيَلَةٌ ... مِنَ الرُّقشِ في أنْيَابِهَا السُّمُّ نَاقِعُ
تَنَاذَرَهاَ الرَّاقُونَ مِنْ سُوْءِ سُمِّهَا ... تُطَلِّقُهُ طَوْرًا وَطَوْرًا تُرَاجِعُ
يُسَهَّدُ مِنْ نَوْمِ العِشَاءِ سَلِيْمُهَا ... لِحَلْي النِّسَاءِ فِي يَدَيْهِ قَعَاقِعُ
ثُمَّ عَادَ عَاطِفًا كَلَامَهُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ تَخَلُّصِهِ فَقَالَ: [من الطويل]
وَأُخْبِرْتُ خَيْرَ النَّاسِ أَنَّكَ لُمْتَنِي ... وَتِلْكَ الَّتِي تَسْتَكُّ مِنْهَا المَسَامِعُ
مَخَافَةَ أَنْ قَدْ قُلْتَ سَوْفَ أنَالُهُ ... وَذَلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ مِثْلِكَ رَائِعُ
فَلَوْ تَوَصَّلَ إِلَى ذَلِكَ بَعْضُ صُنَّاعِ المُحْدَثِيْنَ الحُذَّاقِ الَّذِينَ وَاصلُوا تَفْتِيْشَ المَعَانِي، وَفَتَحُوا أَبْوَابَ البَدِيعِ، وَاجْتَنُوا ثَمَرَةَ الآدَابِ، وَزَهْرَةَ الكَلَامِ، لَكَانَ مُعْجِزًا عَجِيْبًا. فَكَيْفَ بِجَاهِلِيٍّ بَدَوِيٍّ إِنَّمَا يَغْتَرِفُ مِنْ قَلِيْب قَلْبهِ، وَيَسْتَمِدُّ مِنْ هِدَايَةِ هَاجِسِهِ؟
وَمِنْ مَلِيْحِ المَخْلَصِ وأَحْسَنِهِ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ الطَّائِيِّ فِي عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ (٢): [من البسيط]
يَقُوْلُ فِي قُوْمِسٍ صَحْبِي وَقَدْ أخَذَتْ ... مِنَّا السُّرَى وَذُرَى المَهْرِيَّةِ القُوْدِ
أَمَطْلَعَ الشَّمْسِ تَبْغِي أَنْ تَؤُمَّ بِنَا ... فَقُلْتُ كَلَّا وَلَكِنْ مَطْلَعَ الجُوْدِ
وَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ عَلِيّ بن الجَّهْمِ (٣): [من البسيط]
وَلَيْلَةٍ كُحِّلَتْ بِالنَّقْسِ مُقْلَتُهَا ... ألْقَتْ قِنَاعَ الدُّجَى فِي كُلِّ أُخْدُوْدِ
قَدْ كَادَ تُغْرِقُنِي أَمْوَاجُ ظُلْمَتِهِ ... لَوْلَا اقْتِبَاسِي سَنًى مِنْ وَجْهِ دَاوُدِ

(١) ديوانه ص ٣٣.
(٢) ديوان أبي تمام ٢/ ١٣٢.
(٣) ديوانه ص ١٢٨.

1 / 210