. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هَذَا البَيْتُ الأَخِيْرُ تَضْمِيْنٌ.
قَالَ عَمْرُو بن العَاصِ: إِذَا أَفَشَيْتُ سِرِّي إِلَى صدِيِقِي فَأَذَاعَهُ فَهُوَ فِي حِلٍّ. فَقِيْلَ لَهُ: كِيْفَ؟ قَالَ: أنَا كُنتُ أَحَقُّ بِصِيَانَتِهِ مِنْهُ.
وَنَعُوْدُ إِلَى البَابِ فَمِنَ التَّضمِيْنِ قَوْلُ جَحْظَةَ (١):
قَوْمٌ أُحَاوِلُ نَيْلَهُمْ فَكَأَنَّنِي ... حَاوَلْتُ نَتْفَ الشَّعْرِ مِنْ آنَافِهِم
قُمْ فَاسْقِنِيْهَا بِالكَبِيْرِ وَغَنِّنِي ... (ذَهَبَ الَّذِيْنَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِم)
* * *
وَمِنْهُ قَوْلُ الخبز أرْزيّ فِي طَبِيْبٍ اسْمُهُ نُعْمَانَ (٢):
أَقُوْلُ لِنُعْمَانٍ وَقَدْ سَاقَ طُبُّهُ ... نُفُوْسًا نَفِيْسَاتٍ إِلَى سَاكِنِي الأَرْضِ
(أبَا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فَاسْتَبْقِ بَعْضَنَا ... حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ) (٣)
* * *
هَذَا البَيْت لإِيَاسِ بنِ القَائِفِ وَفِيْهِ مَثَلَانِ سَائِرَانِ صدْرُهُ وَعَجْزُهُ وَمِثْلُ هَذَا كَثيْرٌ قَدْ ضَمَّنَهُ الشُّعَرَاءُ أَشْعَارَهُمْ.
* * *
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبي نُوَّاسٍ (٤):
أَحْبَبْتُ مِنْ شِعْرِ بَشَّارٍ لِحِبّكُمُ ... بَيْتًا لَهَجْتُ بِهِ مِنْ شِعْرِ بَشَّارِ
(يا رَحْمَةَ اللَّهِ حَلَّي فِي مَنَازِلِنَا ... وَجَاوِرِيْنَا فَدَتْكِ النَّفْسُ مِنْ جَارِ) (٥) =
(١) ديوانه ص ٣١٠.
(٢) ديوانه ص ٣٩٨ تحقيق: د. مصطفى عناية.
(٣) البيت لطرفة في ديوانه ص ٦٦.
(٤) ديوانه ص ٣٢٣.
(٥) ديوان بشار ٣/ ١٤٦.