منها مدينة، القطيف المعروفة، وهي بندر على ساحل البحر وأسمها يشمل من القطيف إلى الكويت الذي بقرب البصرة، وهي على ساحل البحر من مدائن وعربان راجع للإحساء.
فمنهم " العمائر " الذين إليهم المجد صائر والمثل بهم سائر إنهم جرثومة المجد وإكرام الناس خالًا وجد، وأيمنهم في الهبات مركوب المكرمات، وأقدم للقراع، وأكرم في الطباع، وأما عددهم أربعة آلاف سقماني، وسبعمائة فارس غير داني ومنهم " الماشير " المعروفون والكماة الموصوفون ذوو الوفاء في العهود والإنجاز للوعود، والصبر للأهوال اصطلاء الحرب السجال والكرم الباهر والجو الوافر، عددهم كماة ألف راجل وفرسانًا خمسمائة مناضل.
وفيهم " الصبح " الاماجد العاضمين على المكارم بالنواجذ، ذوو الحمية الذابة والشيم الشابة، أولو العزم والنجدة والحزم والمجد، يجيبون السؤال والداعي على القتال نيرانهم تشهد لهم بالكرم، وجيرانهم في أمنع حرم، جريين الجنان حيين اللسان، المحامد ألطف بهم، والهيجاء أعرف بهم، أما عددهم فألف وخمسمائة، وفرسانا ثلاثمائة معدودة للحماية.
ومنهم " العمور " ذوو الهبات الغمور، والطعن المشهور، والبحر الزاخر في الحرب، وفخر المفاخر لهم عند الطعن والضرب، أقرب للحبل من غير إلى جفن، وأبعد عن القوم من مصر إلى عدن، تحمل بهم المكرمات، وهم أهلها ويفعلون الطيبات ويحمدوا أنفسهم لهم فعلها. أما عددهم، سقمانًا فألفان وفرسانًا مائتان.
ومنهم " الجبور " ذوو البيت المعمور والفخر المذكور ذوو الجمع الثقيل والعدد القليل، والمقتدون بآبائهم المقتبس النور من بهائهم، عمدة الضائم له الدهر، والمنبغي العسر باليسر، أظرف من ركب الخيل، وأشرف من غشية الليل، هباتهم متزايدة، فأبن معن بن زائدة وكماتهم كالأسود يوم النزال، وعلاماتهم اشهر من بردق الخيال، أما عدد سقمانهم فألفان، وأما فرسانهم مائتان.
قال المؤلف: أنجز الله آماله وأرشد للدارين أعماله كل هؤلاء القبائل الماضي ذكرها والمشار في الطروس فخرها على اختلاف طبقاتهم وتشابه لغاتهم في قبضة الملك الأفخم والصنديد الأقدم سيد العرب ورئيسها وفريدها ونفيسها رب المواهب ومسديها ونجم الكتائب وهاديها عمدة أبناء الزمان وحجة القاطعة والبرهان، من غرب حيثه وشرق، وتلسن في الدياجي بدره وتالف الحائز قصبات السبق عن أقرانه، والفائز بالقدح المعلى عن ملوك زمانه، معذرة الدهر من ذنوبه، ومعذرة العاجز على استيفاء مطلوبه، ذو الغزوات المتواثرة، واليمانيات الباثرة، مستقى عداه بكؤوس النعاس، والمرتقى بعلاه رؤوس الرواس أحمد الناس سيرة وأنورهم بصيرة، وأكرمهم طباعًا وأطولهم إلى العلياء باعًا من لاذ الزمان بجلاله وتبرجت أمامه بجماله، أبن الاماجد الأنجبين والكماة الغالبين مؤتسبي المجد ومنتسببه، ومضر في الحرب وغاشيته، السويد والهمام، الفريد: " سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود " بدر الله ثراه، فإنه ملك هذه الممالك هو وارثها عن أبيه وجده ذلك إلا أنهم مختلفون في نياتهم متفاوتون في عامر بائهم فأولهم، وهو الذي أسس هذه الطريقة، وأقام عزايمه في تمديدها على الحقيقة، وجعلها دعوى دينية لا دعوى دنيوية، ودعي أهل الأرض لمؤالفتها، وكفر من أبدى مخالفتها - هو محمد بن عبد الوهاب - فلما تبين بهذه الدعوى وكشف ما أسر من النجوى، حكم محمد بن سعود حتى أقام على تخته مده، وبعد العزيز أبنه، وقامت الأمور بأمره غاية القيام وخدمته الليالي كما شاء، ثم بعده ابنه سعود بن عبد العزيز.
أما محمد وعبد العزيز فطلبهم بذلك نشر الإسلام، وتبين شرائعه والإعلام وكفروا من أبي عن أطاعتهم، وقاتلوه بغاية استطاعتهم.
1 / 12