عدد سقمانهم أربعة آلاف وألف فارس، هم ينتهون إلى غزة كرام المتارس، ومنهم " الظفير " المشهورون والكماة المذكورون ذوو التقلب كتقلب الفلك والتنقل من ملك إلى ملك يحمون نزيلهم، ويضفون جميلهم حمدهم سائر وفخرهم شاهر، وفضائلهم لا تحص، ومحامدهم لا تستقص، عدد سقمانهم سبعة آلاف وفرسانهم ألفان بل أضعاف ومنهم " عدوان " غير السابق ذكرهم، القول فيهم أنهم جوهرة البادية، والطريقة الهادية ذوو الأقدام على المحن وبذل الجود والمنن والزناد الوارية، والكتائب السارية أفضل أقرانهم بكسب الثناء.
وارفع من ستار المكرمات بالبناء، سقامنهم الفارامي، وفرسانهم خمسمائة سامي. ومنهم " الصقور " التاركي مساميهم محفور، أزكى القبائل أقوالًا، وأصدقهم فعالًا، وأشدهم ساعدًا وأعدهم للمراصد.
سقمانهم ألف وخمسمائة سقماني وخمسمائة فارس عشيرواني ومنهم " عبده " غير الماضي ذكرهم، أقول فيهم كما قيل من قبلي:
ما شبه الليلة بالبارحة ... والغادية بالرايحة
وأما عددهم سقمانًا فثلاثة آلاف وألف فارس، وفهم المعروفون " بزوبع " وهؤلاء أخلاقهم حسنة وطباعهم مستحسنة كرام الأصول والفروع، أحلام لم يدرك شأؤهم في القول عدد سقمانهم خمسة آلاف وألف خيال.
ومنهم " الأسلم " وهم الطاعنون العدى، والواجدون الندى ذوو الفهم الدقيق الذكي، والحلم المنيع الزاكي، يقدر لهم أضدادهم.
الفصل الخامس
في ذكر عمان وسواحلها
أما عمان فهي من السواحل إلى قطر المشهور وتعرف براريها بالرمال ومدائها بالأشجار اليانعة وربما تغلب الرمل على مشئ منها، فإما شرقيها ففي قبضة الإمام السعيد سلطان الماضي. وبقي أبنه السديد سعيد، ونشر على هذه الممالك، وارف ظله بالعدل والأمان والجهاد برًا وبحرًا، وكرم الطباع وحسن السير ومحامد الأخلاق ولم يفتد من نظام أبيه في تدبير الممالك، وأما من أحد الباطنة إلى قطر هذا متعلق بيد القواسم المشهورين، وأما تخت عمان فالمسقط ورستاق وسور وبركة ولهم أتباع متعددة لا تحص، هذا بقبضة السيد المذكور فأما بوادي عمان فمنهم: - بنو " أياس " تبع للقواسم قبيلة قوية ذات طعن وحمية وهؤلاء شعارهم ركب العمانيات والضرب باليمانيات والطعن بالردينيات ولم يستعملوا ركب الخيل ولا يعرقون إلا مفاجآت حربهم في الليل وعدد سقمانهم خمسة آلاف راكب، أمعن في المهمات من حدود القواضب ومنهم: - بنو " كثب " ذوو الطعن واليلب والسير والحبب، ذوو قوة باذخة وعلامات شامخة، ومحامد راسخة، ولم يعرفوا راكب الجياد سوى العمانيات النائبة الجياد. وعددهم سقمانا خمسة آلاف، والبنادق لم يعرفوا لها ولا الرمي سوى السيف والرمح.
ومنهم " الماصير " الكرام ذوو الشيمة والإقدام والطعن بالرمح والضرب بالحسام، وما أشبههم بالماضي ذكرهم بعدنا الخيل والبنادق، ولكن استمساكهم بالسيف والرمح في المضائق، وسقمانهم نحو ألفي سقماني في اللقاء صوادق.
ومنهم " بنو ظاهر " ذوو المجد الظاهر والمثل السائر والكرم الباهر، القول فيهم انهم ليوث الهيجاء وزمام الرجاء وقدوة الحائر، وآفة الجائر ركابهم كالنعام وأكفهم مالفحام ولم يركبوا خيلًا سوى الركاب، ولم يقاتلوا بسوى السيف والحرب عددهم ثلاثة آلاف صنديد كلهم في الحروب أمضى من قواطع الحديد، ومنهم قبائل لم نذكر عددهم ولم نعرف بلدهم، وكل هؤلاء المذكورين من أسم عمان بقبضة السيد ابن الإمام ما عدا بن ياس فهم تبع القواسم أهل رأس الخيمة.
الفصل السادس
الإحساء
مدينة عظيمة وهي من أعظم المدائن، ذات أشجار وأنهار، لم يشاهد بغيرها، وأنهارها عيونًا تتفجر من بطنها، وأشجارها ونخيلها وفواكهها فلما تدرك بسواها قال بعض العارفين بها: إنها أحسن في ذاتها وصفاتها وعيونها وأشجارها وهوائها ونسائها من البصرة المشهورة ذات المد والجزر، وهي بلد لبني خالد أسمها البحرين والإحساء، ولكن الآن غلب أسم الإحساء على اسمها الأول.
وبنو خالد سكانها عن أب فأب، حتى فرق ملكهم الوهابي وملكهم بعدهم فلما ظهر الوزير العزيز من مصر وفرق شمل الوهابي ردها عليهم، كما كان سابقًا، وقدر ملك الوهابي لها أربعون سَنَة، ولها جملة بلدان لا تحصى بفعالها.
1 / 11