درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
ژانرونه
============================================================
بيعة إسماعيل ابن الشلطان، ففر أبو عبدالله إلى وادي آش، واستبد محمد ابن إسماعيل بأمر إسماعيل ثم قتله.
فلما بلغ الشلطان أبو سالم ذلك بعث أبا القاسم الشريف إلى الأندلس فأخرج أبا عبدالله محمد ابن الخطيب من الاعتقال لأنه كان قد اعتقل، وأجاز الشلطان أبا عبدالله ابن الأحمر المخلوع البحر من وادي آش إلى المغرب، فقدم على الشلطان بفاس في ذي القعدة منها، فأجل قدومه وركب إلى لقائه، ودخل به إلى مجلس ملكه، وقد احتفل بترتيبه وغص بالمشيخة والعلية، ووقف الوزير أبو عبدالله محمد ابن الخطيب الأندلسي فأنشد السلطان أبا سالم قصيدة يستضرخه لسلطانه، ويستحثه على مظاهرته، واستعطف واسترحم بما أبكى الناس شفقة لهم ورحمة، وهي: سلا هل لديها من مخبرة ذكر وهل أعشب الوادي ونم به الزهر وهل باكر الوشمي دارا على اللوى عفث آيها إلا التوهم والذكر بلادي التي عاطيت مشمولة الهوى بأكنافها والعيش فينان مخضر فها أنا ذا مالي جناخ ولا وكر وجؤي الذي رئى جناحي وكره ولا نسخ الوضل الهني بها هجر نبت بي لا عن جفوة وملالة ولكنها الدنيا قليل متاغها ولذاتها دأبا تزور وتزود فمن لي بنئل القرب منها ودوننا مدى طال حتى يومه عندنا شهر ولله عينا من رآنا وللأسى ضرام له في كل جانحة جمر وقد بددث در الدموع يد النوى وللبين أشجان يضيق بها الصذر بكينا على النهر الشروب عشية فعاد أجاجا بغدنا ذلك النهر أقول لأظعاني وقد غالها الشرى وآنسها الحادي وأوحشها الزجر رويدك بعد العشر يشران فابشري بانجاز وغد الله قد ذهب العشر ولله فينا سر غيب ورتما أتى النفع من حال أرند بها الضر فيإن تخن الأيام لم تخن الثهى وإن تخذل الأقوام لم يخذل الصبر وإن عركت مني الخطوب مجربا نقابا تساوى عنده الحلو والمر
مخ ۱۱۸