درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
ژانرونه
============================================================
سليمان، فعاد السعيد إلى قصره، وحصر منصور البلد من ثاني عشري جمادى إلى أول شعبان ، وبعث عسكرا إلى آبي سالم، فبعث الوزير الحسن بن غمر بطاعته إلى أبي سالم سرا ووعده أن يمكنه من دار ملكه، ولحق به أيضا مسعود بن رحو بن ماساي وزير منصور بن سليمان، فانفض الناس عن منصور، وخذله بنو مرين، ومضوا بآجمعهم إلى آبي سالم، فسار بهم يريد فاس، فخلع الحسن بن عمر سلطانه السعيد وأسلمه إلى عمه، وخرج إليه فبايعه. ودخل الشلطان آبو سالم إلى فاس الجديد دار الملك يوم الجمعة منتصف شعبان سنة ستين وسبع مئة، واستولى على ملك المغرب، وأتته الوفود من النواحي بالبيعات. فعقد للحسن بن عمر على مراكش وبعثه على العساكر، فإنه كان قد تخيل منه.
واستوزر عوضه مسعود بن رحو، وجعل كاتب سره شيخنا الأستاذ أبا زيد عبدالرحمن بن خلدون، وعنه أخذت هذه الترجمة وغيرها من آخبار بني مرين ثم قتل أبو سالم مثصور بن سليمان الثائر وابنه عليا في آخر شعبان، وجمع الأبناء والقرابة من ولد أبيه وعمه وحملهم إلى رندة من ثغور الأندلس، ووكل بهم من يخرسهم، ففر محمد ابن آخيه آبي عبدالرحمن إلى غرناطة ولحق بطاغية الفرنج وأقام عنده حتى ملك كما ذكر في ترجمته. وهلك القرابة غرقا في البخر بأمر آبي سالم.
وكان سلطان الأندلس أبو الحجاج قد مات في سنة خمس وخمسين، وأقيم بعده ابنه أبو عبدالله محمد ابن الأحمر، فاستبد عليه وضوان مولى آبيه فدعا محمد بن إسماعيل ابن الرئيس أبي سعيد لابن السلطان الأصغر لما أمكنته الفرصة بخروج الشلطان من غرناطة إلى متنزه له، فصعد سور الحمراء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ستين في أوشاب(1) جمعهم واقتحم على الحاجب رضوان داره وقتله وأعلن (1) الأوشاب: الأخلاط والأوباش
مخ ۱۱۷