درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
ژانرونه
============================================================
كان يذكر أنه من ذرية طلحة بن غبيدالله، وأنه ولد في سنة خمس وأربعين وسبع مثة، فسماه جده لأمه العلامة شمس الدين محمد ابن اللبان، ودعا له، وقال لأبيه، زوج ابنته: ابنك هذا يجيء ناخوذة. ثم سمع هو هذه البشرى من الشيخ وعقل ذلك منه وعمره أربع سنين، وكان ذكيا عارفا بأمور الدنيا، قد مارس وأكثر من الأسفار، ابتدأ أولا بالتجارة الى الشام، فأكثر من ذلك إلى أن عرف به. ثم بدا له فسافر إلى اليمن وخالط محمد بن سلام التاجر الإسكندراني، وسافر له، فلما مات ابن سلام ضم إليه ابنه الأكبر صاحبنا ناصر الدين محمد وزوجه ابنته. وتردد إلى اليمن مرات فلم تصب قط مركب كان فيها، ولا نكبث قافلة سار معها. فلما مات زكي الدين آبو بكر الخروبي، وكان قد انتهت إليه رياسة التجار بديار مصر تفرد بالرياسة، وابتدا في إنشاء داره بشاطىء النيل المبارك من مدينة مصر في سنة اثنتين وثمانين وسبع مثة، فأنفق عليها إلى دون القرب من فراغها نحوا من خمسين ألف دينار، ثم أضاف إليها مدرسة مليحة، ومكتب سبيل لكنه لم يجعل بالمدرسة المذكورة درسا ولا طلبة، فأخرقت هذه الدار جميعها سنة ست وثلاثين وسلمت المدرسة. وقام في تجديد عمارة الجامع العتيق بمصر الفسطاط في سنة أزبع وثمان مثة، وبذل في ذلك مالا جزيلا، ونهض فيه بنفسه وذويه أتم نفضة، فشكر الله مسعاه، وبيض في عرصات القيامة محياه، فإنه كان قد وهى وتداعى للشقوط . وكان يقول: أنجب ابن مشلم(1) في عبيده وأنا آنجبت في ولدي آحمد؛ وكان قد أرسله إلى البلاد اليمنية فأنجب وبمول وساد، وكان شابا فطنا عاقلا خيرا دينا، ذكر أنه لم يشرب مسكرا قط مع ما كان آبوه فيه. وكان يناقض أباه في أمور كثيرة من فعل الخير والإحسان إلى الناس، فمات بمكة في ذي القعدة سنة ست وثمان مثة والأبدان 386/1 و2/ 193، والضوء اللامع 1/ 112، ووجيز الكلام .374 (1) مكذا في أوجه ولعله يريد ابن سلام التاجر المذكور قبل قليل.
11
مخ ۱۱۰