الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

Abd al-Karim al-Khatib d. 1406 AH
11

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

خپرندوی

عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،الرياض

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤١١ هـ/١٩٩١م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

التي أيقظت كل نائم ونبهت كل غافل، وأزعجت المتسلطين على الناس بسلطان الدنيا أو من جهة الدين، فكان مما حملت صرخته تلك: أيها المسلمون، استيقظوا فإن الهلاك لكم بمرصد، إن لم تعودوا إلى دينكم الذي هجرتموه فهجركم، وإنكم إن لم تسرعوا، وتمسكوا به، وتشدوا أيديكم عليه، أفلت منكم، وذهب إلى غيركم: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ ١.وقد كان لهذه الصرخة الصادقة المدوية بليل آثارها العظيمة المباركة، فهب لها النيام، واستيقظ الغافلون وسرعان ما امتلأ ميدان الجهاد بالمجاهدين في كل قطر من أقطار الإسلام. فها هو ذا جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وتلاميذهما، وأشياعهما في مصر.. والسنوسي في أقطار المغرب، والشوكاني باليمن، والسيد أحمد خان بالهند، والمهدي بالسودان، وعبد الرحمن الكواكبي بالشام. فهؤلاء وتلاميذهم وأشياعهم، كانوا ثورات إصلاحية لدنيا المسلمين ودينهم جميعا، وذلك بإصلاح ماديات المسلمين ومعنوياتهم، حتى يأخذوا مكانهم عاليا شامخا مضيئا بين الأمم. فإذا أصلح المسلمون موقفهم من دينهم، واستظلوا بظل مبادئه وأحكامه، صلحت دنياهم، وعز مكانهم بين الناس.. ولن يكون إصلاح دين المسلمين إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ومجانبة كل ما دخل على دين الله من بدع غطت وجه الدين وحجبت خيره عن أولئك الذين لم يعزلوا تلك البدع عنه. وإذا كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵁ هو باعث تلك الحركة الإصلاحية المعاصرة، والداعية إلى الاستمساك بدين الله، واتخاذ كتابه وسنة رسوله دستورا قائما عليهم، وسلطانا حكما بينهم في أفرادهم وجماعاتهم وشعوبهم -إذا كان ذلك كذلك- وهو الحق المشهود- فإن من حق هذا المصلح العظيم أن يحتفى به، وأن تعرض صفحات من جهاده تكشف عن بلائه وصدق عزيمته، وصبره على المكاره، احتسابا لله،

١ سورة محمد آية: ٣٨.

1 / 111