الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

Abd al-Karim al-Khatib d. 1406 AH
108

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

خپرندوی

عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،الرياض

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤١١ هـ/١٩٩١م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وابن عفالق هذا الذي يعجب بنفسه، ويعجب به ابن دحلان، ويتخذه مصدرا من مصادر علمه الذي يواجه به دعوة التوحيد - ابن عفالق هذا لم يسأل الشيخ محمد بن عبد الوهاب أي سؤال عما في السورة الكريمة من مجاني الحق ومطالع الهدى، التي تحملها في آياتها وكلماتها مما يزكي المؤمن، ويوثق صلته بربه، ويكشف له الطريق إلى الأعمال الصالحة التي يؤدي بها حق الله وحق نفسه وحق المؤمنين. فلو أن ابن عفالق سأل الشيخ ابن عبد الوهاب عن معنى آية أو آيات من هذه السورة الكريمة مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّ الأِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ ١ لجاءه الجواب محملا بعلم غزير وفهم دقيق لما تحمل كلمات الله من حق وخير لمن استمع إليها، وتدبر معانيها، واستقام على هديها، إن مثل هذه الأسئلة التي أوردها ابن عفالق وأمثالها هي مما أبعد المسلمين عن دينهم حيث شغلوا بهذه السفسطة وذلك الجدل عما ينفعهم في دينهم أو دنياهم تمامًا، كما شغلوا بالأحجبة والأوردة بالكلمات الأعجمية عن تلاوة كتاب الله وتدبر آياته والعمل بأحكامه، فأصابهم ما أصابهم من مرض في القلوب وجدب في العقول حتى أصبحوا مرعى لآفات الشرك التي أجلب عليهم بها علماء السوء، والتي جاء الشيخ بن عبد الوهاب بدعوته التي تحمل الدواء لهم من تلك الأدواء المهلكة، ومن قبل قام المعتزلة بهذا الجدل العقيم حول ذات الله وصفاته وحول الإرادة والقهر والتخيير والتسيير وما إلى ذلك مما ولده الجدل والسفسطة، وكان من هذا البلاء أن تفرقت الأمة شيعا ومذاهب يقاتل بعضها بعضا ويكفر بعضها بعضا حتى لقد صدق فيهم قول الشاعر: كنا أناسا على دين ففرقنا ... مضغ الكلام وخلط الجد باللعب

١ سورة آية: ٦.

1 / 209