119

Dr. Ali Gomaa: To Where

الدكتور علي جمعة إلى أين

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

ژانرونه

بسيف أو بغيره؟ كانوا يأسرون الزعيم فيأتي رسول الله فيسلم؛ لما يراه من خلقه العالي الكريم، فتسلم قبيلته، لم يرفع رسول الله ﷺ السيف إلا على أولاد إلياس بن مضر، وكانوا يمثلون عائلة واحدة، يجتمعون ضد أعدائهم إذا هَمَّ الهم، فكأنه ينذر عشيرته الأقربين" (١) ويقول في موضع آخر: "الذين جرد لهم النبي ﷺ من حضر من أولاد عمومته، وكان العرب يقاتلون أولاد عمومتهم للتأديب، يعني كأنها مشكلة داخلية" (٢). هذا الكلام من أعجب العجب، ولا يمكن أن يصدقه من قرأ قطوفًا من السيرة النبوية، أو قرأ جزءًا من كتاب الجهاد في أي كتاب من كتب الفقه، ولكن قال رسول الله ﷺ: (سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم) (٣). * وقال في أعقاب استهزاء الدنماركيين بالرسول ﷺ: " ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ (٤) رحلوا الصدام لغير مواضع الاستفزاز الدنيء منهم" (٥) ولا أدري ما هي المواضع التي يقصدها إذا لم تكن سخريتهم واستهزاؤهم هي القاطع لكل وشائج الصلة مع هؤلاء الكافرين، وهي المؤذنة بالعداوة والبغضاء بين أمة الإسلام وهذه الأمة المجرمة. * وقال: "لما كان في المدينة جاءوا إليه في بدر، وبدر من المدينة أو بقريب منها، ثم جاءوه في أحد، وأحد من المدينة أو هي قريب منها، ثم جاءوه في الخندق الذي حفره يحمي المدينة، ما اعتدى عليهم رسول الله ﷺ " (٦) هذا

(١) كتاب النبي ﷺ، ص ٧٨. (٢) كتاب فتاوى عصرية، الجزء الأول، ص ١٧١. (٣) رواه مسلم في مقدمة صحيحه، باب النهي عن الرواية عن الضعفاء. (٤) سورة الحجر، الآية ٩٥. (٥) كتاب النبي ﷺ، ص١٦٠. (٦) كتاب النبي ﷺ، ص ١٦٣.

1 / 122