209

Don't Be Sad

لا تحزن

خپرندوی

مكتبة العبيكان

ژانرونه

في الغارِ، يقولُ لصاحبِه: ﴿لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾ . وفي طريقِ الهجرةِ، وهو مطاردٌ مشرَّدٌ يبشِّرُ سراقة بأنه يُسوَّرُ سواريْ كسرى! بُشرى مِن الغيبِ ألقتْ في فمِ ... وحْيًا وأفضت إلى الدنيا بأسرارِ الغار وفي بدر يثبُ في الدرعِ ﷺ وهو يقولُ: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ . أنت الشجاعُ إذا لقِيت كتيبةً ... أدَّبْت في هوْلِ الردى أبطالها وفي أُحدٍ - بعد القتلِ والجراحِ - يقولُ للصحابةِ: «صُفُّوا خلفي، لأُثني على ربي» . إنها هِممٌ نبويَّةٌ تنطحُ الثريَّا، وعزْمٌ نبويٌ يهزُّ الجبال. قيسُ بنُ عاصم المنْقرِيُّ منْ حلماءِ العربِ، كان مُحتبيًا يكلِّم قومهُ بقصةٍ، فأتاه رجلٌ فقال: قُتِل ابنُك الآن، قَتَلَهُ ابنُ فلانة. فما حلَّ حَبْوَتَهُ، ولا أنهى قصّتهُ، حتى انتهى منْ كلامِه، ثم قال: غسِّلوا ابني وكفِّنوه، ثمَّ آذنِوني بالصلاةِ عليه! ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ﴾ . وعِكرِمةُ بنُ أبي جهلٍ يُعطى الماء في سكراتِ الموتِ، فيقولُ: أعطوه فلانًا. لحارثِ بنِ هشامِ، فيتناولونه واحدًا بعد واحدًا، حتى يموتُ الجميعُ.

1 / 234