208

Don't Be Sad

لا تحزن

خپرندوی

مكتبة العبيكان

ژانرونه

الاستغفارُ يفتحُ الأقفال يقول ابنُ تيمية: إنَّ المسألة لتغلقُ عليَّ، فأستغفرُ الله ألف مرةٍ أو أكثر أو أقلَّ، فيفتحُها اللهُ عليَّ. ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ . إنَّ منْ أسبابِ راحةِ البالِ، استغفار ذي الجلال. رُبَّ ضارةٍ نافعةٌ، وكلُ قضاءٍ خيرٌ حتى المعصيةُ بشرطِها. فقدْ ورد في المسندِ: «لا يقضي اللهُ للعبدِ قضاء إلا كان خيرًا له» . قيل لابن تيمية: حتى المعصية؟ قال: نعمْ، إذا كان معها التوبةُ والندمُ، والاستغفارُ والانكسارُ. ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ قال أبو تمامٍ في أيامِ السعودِ وأيامِ النحسِ: مرَّتْ سنونُ بالسعودِ وبالهنا ... فكأنَها مِنْ قِصْرِها أيَّامُ ثمَّ انْثنتْ أيامُ هجرٍ بعدها ... فكأنها منْ طولِها أعوامُ ثمَّ انقضت تلك السنونُ وأهلُها ... فكأنَّها وكأنَّهُمْ أحلامُ ﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾، ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ . عجبتُ لعظماء عَرَفَهُمُ التاريخُ، كانوا يستقبلون المصائب كأنَّها قطراتُ الغيثِ، أو هفيفُ النسيمُ، وعلى رأسِ الجميع سيدُ الخلْقِ محمدٌ ﷺ، وهو

1 / 233