ورتبته على مقدمة وثلاثين بابًا وخاتمة أما المقدمة ففي ذكر حد العشق واشتقاقه وما قيل في وسمه ورسمه وأسبابه وعلاماته ومراتبه وأسمائه ومدحه وذمه وذكر اختلاف الناس فيه هل هو اختياري واضطراري ونحو ذلك وأما الأبواب فالباب الأول في ذكر الحسن والجمال وما قيل فيهما من تفصيل وإجمال والباب الثاني في ذكر المحبين والظرفاء من الملوك والخلفاء. والباب الثالث في ذكر من عشق على السماع ووقع من النزوع إلى الحبيب في نزاع. والباب الرابع في ذكر من نظر أول نظرة فاحترق من خد الحبيب بجمرة. والباب الخامس في ذكر تغير الألوان عند العيان من صفرة ووجل وحمرة وخجل وما في معنى ذلك من عقد اللسان وسحر البيان. والباب السادس في ذكر الغيرة وما فيها من الحيرة وقرع سن ديك الجن. والباب السابع في ذكر إفشاء السر والكتمان عن أبناء الزمان. والباب الثامن في ذكر مغلطة الحبيب واستعطافه وتلافي غيظه وانحرافه والباب التاسع في ذكر الرسل والرسائل والتلطف في الوسائل. والباب العاشر في ذكر الاحتيال على طيف الخيال وغير ذلك مما قيل فيه اختلاف معانيه. والباب الحادي عشر في ذكر قصر الليل وطوله وخضاب شفقه ونصوله وما في معنى ذلك. والباب الثاني عشر في ذكر قلة عقل العزول وما عنده من كثرة الفضول. والباب الثالث عشر في ذكر الإشارة إلى الوصل والزيارة. والباب الرابع عشر في ذكر الرقيب والنمام والواشي الكثير الكلام. والباب الخامس عشر في ذكر العتاب عند اجتماع الأحباب وما في معنى ذلك من الرضا والعفو عما مضى. والباب السادس عشر في ذكر إغاثة العاشق المسكين إذا وصلت العظم السكين. والباب السابع عشر في ذكر دواء علة الجوى وما يقاسيه أهل الهوى. والباب الثامن عشر في ذكر تعنت المعشوق على الصب المشوق وغير ذلك من أقسام الهجر وصبر النابض فيه على الجمر. والباب التاسع عشر في ذكر الدعاء على المحبوب وما فيه من الفقه المقلوب. والباب العشرون في ذكر الخضوع وانسكاب الدموع. والباب الحادي والعشرون في ذكر الوعد والأماني وما فيهما من راحة العاني. والباب الثاني والعشرون في ذكر الرضا من المحبوب بأيسر مطلوب. والباب الثالث والعشرون في ذكر اختلاط الأرواح كاختلاط الماء بالراح. والباب الرابع والعشرون في ذكر عود المحب كالخلال وطيف الخيال وما في معنى ذلك من رقة خصر وتشبيه الردف بالكثيب. والباب الخامس والعشرون في ذكر ما يكابده في طلب الأحباب من الأمور الصعاب. والباب السادس والعشرون في ذكر طيب ذكرى حبيب. والباب السابع والعشرون في ذكر طرف يسير من المقاطيع الفائقة والأغزال الرائقة مما اشتمل على ورد الخدود ورمان النهود وغير ذلك مما هنالك. والباب الثامن والعشرون في ذكر طرف يسير من أخبار المطربين المجيدين من الرجال وذوات الجمال وما في معنى ذلك من ذكر موالاتهم ووصف آلاتهم. والباب التاسع والعشرون في ذكر من ابتلى من أهل هذا الزمان بحب النساء والغلمان. والباب الثلاثون في ذكر من اتصف من العفاف بأحسن الأوصاف. وأما الخاتمة ففي ذكر من مات من حبه وقدم على ربه من غني وفقير وكبير وصغير على اختلاف ضروبهم وتباين مطلوبهم ولأجل ذكرهم أسست قواعد هذا الكتاب ودخلت فيه من باب وخرجت من باب ومن هنا نشرع في ذكر ما يجلب الراحة كمراوح الخيش وتكون عند المطالعة كالطليعة للجيش وهذه المقدمة في ذكر رسم العشق ووسمه ومدحه وذمه وذكر اختلاف الناس فيه هل هو اختياري واضطراري ويشتمل ذلك على خمسة فصول:
الفصل الأول
رسم العشق ورسمه وما قيل في اسمه
أقول هذا الفصل عقدناه لذكر رسم العشق وحده وجزر بحره المتلاطم ومده وما للناس فيه من الكلام الباين والقول المتباين إذ فيهم من التبس عليه فسماه باسم سببه أو باسم ما يؤول لغيه وغير ذلك مما التبس عليهم فيه الجواب وإصابة الصواب وعذرهم الظاهر قول الشاعر:
يقول أناس لو نعت لنا الهوى ... والله ما أدري لهم كيف أنعت
فليس لشيء منه حد أحده ... وليس لشيء منه وقت مؤقت
1 / 4