(مواقع جودِ الفيضِ في كلِّ بلدة ... مواقع ماءِ المزنِ في البلد القفرِ)
ولا أعرف في معناه مثلها. وقلت:
(تقضي مآربه من كلِّ فائدة ... لكن من المجد ما تقضي مآربُهُ)
(أفاده العِزَّ آباءٌ ذوو كرم ... وزادهُ الخلقُ المخضر جانبه)
(لقد فضلتَ كرامَ الناس كلهم ... فهم مناسمُ مَجد أنت غاربه)
(يا ليتَ شعري هَل يستطيعُ شكرَكم ... دهرٌ مساعيكم فيه مَناقبه)
(وحينَ أرضيتم كنتم نوافله ... وأنتمُ حين أسخطتم نوائبه)
(منكم على الدهر عينٌ لا تناومه ... وللحوادث قِرن لا تغالبه)
ومن أجود ما قيل في ذكر الجود قول الأشجع في جعفر بن يحيى:
(يرومُ الملوكُ جدى جعفر ... ولا يَصنعونَ كما يَصنعُ)
(وكيف ينالونَ غاياتِه ... وهم يَجمعونَ ولا يَجمعُ)
(وليس بأوسعهم في الغنى ... ولكن معروفه أوسع)
(فما خلفه لآمرئ مطمع ... ولا دونه لامرئ مقنع)
(إذا رفعت كفه معشرا ... أبي العزو والفضل أن يوضعوا)
(ولا يرفعُ الناسُ من حطهُ ... ولا يضع الناسُ من يَرفعُ)
(رأيتُ الملوك تغض العيون ... إذا ما بدى الملكُ الأتلعُ)
(بديهتهُ مثلُ تدبيره ... متى هجتهُ فهو مُستجمع)
أخذ قوله بأوسعهم في الغنى من قول الأول:
(له نارٌ تشبُّ بكلِّ أرض ... إذا النيرانُ جللتِ القناعا)
(وما أن كان أكثرهم سوادًا ... ولكن كان أرحبهم ذِراعا)
1 / 64