ومنه قول كثير في عبد الملك:
(أبوك الذي لما أتى مرجَ راهط ... وقد ألبوا من جمعهم ما تألبا)
(تسنأ للأعداء حتى إذا أتوا ... لما شاء منهم طائعين تحببا)
وقال البحتري:
(حَرونٌ إذا عاززتَه في مُلمةٍ ... فان جئته من جانب الذل أصحبا)
نحوه:
(كريمٌ يغضُّ الطرفَ فضلُ حيائه ... ويدنو وأطرافُ الرماحِ دواني)
(وكالسيفِ إن لا ينته لانَ مَتنهُ ... وحدّاه إنْ خاشنته خَشنان)
ومثل قول خارجة
(إذا احتبى الليل في ظلمائه زهروا)
قول الأشجع:
(إذا غاب عنا الفجرُ خُضنا بوجهه ... دُجى الليلِ حتى يَستنيرَ لنا الفجرُ)
وقال خارجة أيضًا:
(ويسفر للساري إذا جُنَّ ليلهُ ... سبيل المطايا بالوجوه السوافرِ)
وقال إدريس بن أبي حفصة:
(لما أتتك وقد كانت منازعةً ... وَافَى الرضا بين أيديها بأقياد)
(لها أمامك نور تستضئ به ... ومن رجائك في أعقابها حادي)
(لها أحاديثُ من ذكراك تشغلُها ... عن الرتوعِ وتلهينا عن الزاد)
وقال غيره:
(إذا أشرقت في جنح ليل وجوهُهم ... كفى خابطَ الظلماءِ ضوءُ المصابحِ)
(وإن ناب خَطبٌ أو ألمت مُلمةٌ ... فكم ثمَّ من آسي جراحٍ وجارح)
ومن أجود ما قيل في صفة الرجل الجواد قول أبي الأسود الدينوري:
(ولائمة لامتك يا فيضُ في الندَى ... فَقلتُ لها لن يَقدَحَ اللومُ في البحرِ)
(أرادتْ لتثني الفيضَ عن عَادة الندَى ... وَمن ذا الذي يَثني السحابَ عن القطرِ)
1 / 63