(من لم يكن حذرًا من حدِّ صولتهِ ... لم يدر ما المزعجان الخوفُ والحذرُ)
(حلوُ إذا أنت لم تبعث مرارتَه ... فإن أمرَّ فحلوٌ عندَه الصبرُ)
(سهلُ الخلائقِ إلاّ أنه خشنٌ ... لَيّنُ المهزةِ إلاّ أنه حجرُ)
(لاحيةٌ ذكرٌ في مثلِ صَوْلته ... إن صال يومًا ولا الصمامة الذكر)
(إذا الرجالُ طغت آراؤهم وعموا ... بالأمر رُدَّ اليه الرأي والبصر)
(الجودُ منه عِيانُ لا ارتيابَ به ... إذ جودُ كلِّ جواد عنده خبرُ)
ومن المديح القليل النظير قول علي بن محمد بن الأفوه:
(أوفوا من المجدِ والعلياءِ في قُللٍ ... شُمٍّ قواعدهنَّ البأسُ والجودُ)
(سبطُ اللقاءِ إذا شِيمت مخائلهم ... بُسل اللقاءِ إذا صيدَ الصناديدُ)
(محَّسدون ومن يَعلقْ بحبلهم ... من البرية يُصبحْ وهو محسودُ)
وقال الفرزدق وهو أجود ما قيل في الجود عودًا على بدء:
(له راحةٌ بيضاءُ يندي بنانُها ... قليلٌ إذا اعتلّ البخيلُ اعتلالُها)
(جوادٌ إذا اعطْتكَ يومًا يمينُه ... وُعدتَ غدا عاد عليك شمالُها)
ونحوه قول الأعرابي في عبد الملك:
(ولقد ضَربنا في البلادِ فلم نجد ... أحدا سواك الى المكازم ينسب)
(فاصبر لعادتنا التي عودتنا ... أولا فأرشدنا إلى من نذهب)
وقول الآخر وهو من أجود ما قيل في حمد الرجل مكانه من قومه:
(رأيتكمُ بقيةَ حيِّ قيسٍ ... وهضبتة التي فوقَ الهضابِ)
(تُبارونَ الرياحَ إذا تبارتْ ... وتمتثلونَ أفعالَ السحابِ)
(يذكرني مقامي في ذُراكم ... مقامي أمسِ في ظلِّ الشبابِ)
ومن عادة الناس أن يتكرهوا ما هم فيه من العيش وما هم عليه من الأحوال، وقد حمد هذا حاله معهم وعيشه فيهم حتى شبهه بعيشه في ظل الشباب وهو من أجود ما قيل في هذا المعنى.
1 / 49