Diwan al-Hudhaliyyin
ديوان الهذليين
خپرندوی
الدار القومية للطباعة والنشر
د خپرونکي ځای
القاهرة - جمهورية مصر العربية
ژانرونه
أَقَبَّا الكُشُوحَ أَبْيَضانِ كلاهُمَا ... كعاليِةِ الخَطِّيِّ وارِي الأَزانِدِ (١)
قال: يقال: رَجُلٌ وارِى الزِّناد، إذا كان ممّن يُطْلبَ منه الخيرُ فيُصابُ عنده. ومَثَلٌ من الأَمْثال يقال: "في كلِّ شَجَرٍ نار، واستَمْجَدَ (٢) المَرْخُ والعَفار" يقول: أَخَذَا منها (٣) ما يَكفيهما؛ ويقال: قد أَمْجَدَ دابّتَه عَلَفا، أي قد أَخذ ما يكفيه؛ وأنشدنا:
* ... فصادَفَ مَرْخٌ عَفارَا *
وفي مَثَل أيضًا: "ارْخِ يَدَيْكَ واستَرْخ، إن الزِّنادّ مِنْ مَرْخ" يقول: مَن طَلَبَ الأَمْرَ من وَجْهٍ (٤) تَعَسَّر، فإنّ مطلبه سَهْلٌ عندك " ويقال: أَوْرَيْتُ بكَ زِنادِي، أي كنتَ لي قوة.
أعاذِلُ أَبْقي لِلَملَامةِ حَظَّهَا ... إذا رَاحَ عَنِّي بالجلَيَّةِ عائِدِي
(١) أقبا الكشوح، أي ضامرا الخصرين.
(٢) قال الميداني: يضرب هذا المثل في تفضيل بعض الشيء على بعض. قال أبو زياد: ليس في الشجر كله أورى زنادا من المرخ. قال: وربما كان المرخ مجتمعا ملتفا وهبت الريح فحك بعضه بعضا، فأورى فاحترق الوادي كله. وهما زندان: الزند الأعلى وهو الذكر، ويكون من شجر العفار؛ والزندة السفلى وهي الأنثى، وتكون من المرخ. قال أبو حنيفة: والمرخ من الشجر العضاه، وهو ينفرش ويطول في السماء حتى يستظل فيه؛ وليس له ورق ولا شوك، وعبدانه سلبة، قضبان دقاق. والعفار شجر يشبه الغبيراء، وهو خوّار، ولذلك صلح للاقتداح به.
(٣) منها، أي من النار. وفي الأصل: "أخذ منه ما يكفيه"، وعبارة الميداني في تفسير قوله في المثل: "واستمجد"، أي استكثرا وأخذا من النار ما هو حسبهما".
(٤) في الأصل: "وجهه" والصواب ما أثبتنا كما يقتضيه السياق.
1 / 121