292

ديوان

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

ژانرونه

ترى أي صفو لم يكدره صرفها ... ... وأي شراب لم يمازجه علقم أنلزمها البقيا وتلك قضية ... ... ... على الرغم منها حكمها ليس يلزم

ونفلت منها والحياة سفينة ... ... ... مخرقة الألواح بالموج تحطم

تمزقنا الغارات من أم قشعم ... ... ... وما حدث تبقي عليه وقشعم

متى تفرغ الآذان من صوت نائح ... ... وقعقة تحت التراقي تهمهم

وينشف دمع من سوافح دمعه ... ... ... ويبرد قلب بالأسى يتضرم

متى تحسر الأكتاف من نعش هالك ... ... رواحل من أثقالها ليس ترزم

قوافل تمتاز النفوس الى الفلا ... ... ... الا هذه الابشار للأرض ذاك المخيم

أوني خيام الحي من حيث طنبت ... ... أليس ضمير الأرض ذاك المخيم

ولسنا تأخرنا معافين بعدهم ... ... ... ولكنه عمر مداه يتمم

توفتهم آجالهم وبأثرهم ... ... ... نسير الى حيث استقروا سنقدم

اخو الحزم من لا يستقر الى الهوى ... ... ومن نصب العقبى لعينيه أحزم

وما نصرة الدنيا تروق لكيس ... ... ... ونحن نراها بالبلى تتخرم

يسالمها المغرور منها بزخرف ... ... وهيهات لم تسلم ولا هو يسلم

ومن عجب برد الصدور وداعة ... ... وقد أيقنت ان المنية تهجم

لكل ندي بالتفرق موعد ... ... ... وللحتف رمح في الصدور مقوم

ولو أن نفسا وادعتها منونها ... ... ... ولكنه لا زرع الا سيصرم

لقد أنذر الداعي رصيدا مشوكا ... ... ونحن كأنا بالنذارة نحلم

حذار بيانا أيها الناس اننا ... ... ... على شدة الايقان بالخوف نوم

ولو لم يكن غير النوادب مؤلما ... ... على ميتمي أطفالها تتألم

ولا نفس الا تنطوي فوق حسرة ... ... ولا قلب الا بانفطار مسمم

لا جفل ذولب الى جنب رشده ... ... ... وتارك دار بالمعاول تهدم

ونعنى بها لا تعترينا سآمة ... ... ... وعاملها من فتكها ليس يسأم

اعند رجال الاستقامة انهم ... ... ... أصيبوا بقطب المسلمين وأيتموا

وان قصمت ظهر المكارم نكبة ... ... سيمضي عليها الدهر تفري وتفصم

وما يومها الآتي بها رد مأتما ... ... ... ولكن ما يأتي من الدهر مأتم

غداة نعى الناعي الى الناس راشدا ... ... أحقا نعيت الفضل أم تتوهم

نعم راعني ندب السماء وأهلها ... ... وأركان عرش المجد اذ تتحطم

وضجة بيت الفضل اذ خر سقفه ... ... وهدة طود الجود اذ يتهدم

مخ ۲۹۳