حبست الكأس عنا أم عمرو ... ... ... وامني كأس برك في يميني فما أمني فجورك أم عمرو ... ... ... وقد خالفت خالصة الأمين
زبنتك لا أبوء اليك رغبا ... ... ... مقام الذئب كالرجل اللعين
صحبت الناس صحبة غير صدق ... ... وعاشوا منك في داء دفين
لحنت الي لحنك فاصرفيه ... ... ... وكل الشر في تلك اللحون
عرفتك بالخلابة منذ عهدي ... ... ... بسهلك انه صعب الحزون
؟أريني أين أصحابي وأهلي ... ... ... ومن عمروك أحقابا أريني
ألم تنزلهم نوب المنايا ... ... ... عن الظهر الموطأ للبطون
كأن حياتهم لما تقضت ... ... ... خيال طاف في نوم العيون
وأنت على الطريقة لن تبالي ... ... ... بمن تفنين حينا بعد حين
أبعد السادة الأطهار بشر ... ... ... يباشر حبة القلب الحزين
أبعد الصيد من ثروات قومي ... ... ... تراموا في القبور وخلفوني
ألذ معيشة وسكون قلب ... ... ... وهيهات السبيل الى السكون
أبعد الطيبين يطيب أنس ... ... ... وطيب القوم في خلق ودين
أبعد تهدم الاكناف منهم ... ... ... تظل الناس كانفة بلين
أبعد أفول أقمار المعالي ... ... ... ألام على النياحة والحنين
حييت بهم على علق ثمين ... ... ... فمن لي اليوم بالعلق الثمين
هم ضمنوا بكشف الكرب عنا ... ... ... فقد اخنت شعوب على الضمين
هم كانوا لنا بلدا أمينا ... ... ... فواحربا على البلد الأمين
هم كانوا السما سقيا ورعيا ... ... ... فأقلعت السماء عن القطين
هم كانوا رياضا سابغات ... ... ... بما ترجوه ناضرة الغصون
طوى حضراتهم اعصار هلك ... ... سوى الآثار كالورق اللجين
رميت بفقدهم فاذود عني ... ... ... حريقا ليس يطفى من شجوني
لو اعج لا يهدئها التأسي ... ... ... ولا يطفأن من سح الشئون
ولو رمحا شككت به ولكن ... ... ... تواردت الأسنة كالشطون
فما برحت هموم من فؤادي ... ... ... ولم نرهق بمرتقب شفون
اكفكف عبرة في جنب أخرى ... ... ... وذلك دينها أبدا وديني
وما هذي الصدور بثالجات ... ... ... على مضض الفراق من الضنين
وما في الموت رائفة لوهن ... ... ... ولا بقيا على طرف سخين
فما تبقى على حصن مشيد ... ... ... ولا تنجو بناحية امون
نصبر هذه الألباب حتى ... ... ... تلاشت بالتأوه والأنين
وما كرم العزاء بمستطير ... ... ... لهم الصدر أو همل العيون
ولكن حيث لا طمع لرد ... ... ... فحسن الصبر مرتبع الحزين
ألا يكفي المنون الجذ فينا ... ... ... فما أبقت على حبل متين لقد أزمت على طود مكين ... ... ... فكانت نقلة الطود المكين
مخ ۲۸۹