لقد شقي التغرير منك برفضه ... ... وبادرت للباقي وأنت سعيد
رفضت فضول العيش خشية ذمه ... وأنت غني ما حييت حميد
وان نعيم الدهر والموت حده ... ... نعيم ولو عند الغبي زهيد
ولم تجنح الدنيا اليك لمطمع ... ... ... ومطمعها فيمن عداك أكيد
ولا قدرت تصطاد عندك لحظة ... ... وقد طفقت للغافلين تصيد
نعم شئتها للحرث فالزرع قد زكى ... ... وباركه الرحمن فهو حصيد
فيا قطب هذا الدين ياغوث ملكه ... ... فديتك ما عن ذا الحمام محيد
تقربت من مولاك قربا مؤبدا ... ... وادعوك لا تعبد وأنت بعيد
ترحلت فالإسلام مقلة ثاكل ... ... واوجه أيام السعادة سود
ترحلت لا تبعد وهل لك اوبة ... ... وواحربا اوب اللحيد لحيد
فهلا تركت العيش بعدك صالحا ... ... وهيهات ما عيش الحزين رغيد
اذا شئت أن أحياء بعيدك عامدا ... ... اردت حياة للحياة تذود
واني لأدري ان للحي غاية ... ... ... وان صدورا حيث كان ورود
ولكن رفع العلم في موت أهله ... ... وهذا الأشراط القيام شهيد
انقضي على جهل أمانة ربنا ... ... ويرقبها وعد له ووعيد
وهذا مضيق يستحيل سلوكه ... ... ... وطود تزل الرجل عنه كؤود
فقم سيد العرفان والجهل عامر ... ... وقد لزيت فوق القيود قيود
أتتركنا والليل مرخ سدوله ... ... ... وما بيننا هاد اليه نهود
وان كنت قد خلفت فينا أشعة ... ... ... عرا الشمش من اشراقهن خمود
ترى السبعة السياراة امتثلت لها ... ... فهن ركوع حولها وسجود
ولكن ما اثرت في البحر نقطة ... ... وأنت محيط والبحار وفود
أبا يوسف انظرة في مصابنا ... ... ... فان مصاب العارفين شديد
من الحسر أن تبقى على الجهل أمة ... ... وليس عليها مرشد ورشيد
ورثت رسول الله علما ودعوة ... ... تسوق على منهاجه وتقود
ولم تأل جهدا في نصيحة دينه ... ... تقارع عنه خصمه وتسود
كسرت على التأويل سلطان بطله ... ... وأنت على الحق المبين مجيد
تثعلبت ألأقوال حول حياضه ... ... فقمت وأنت الليث عنه تذود
بسيف من البرهان منصله الهدى ... ... وليس له الا القرآن حدود
مخ ۲۷۳