كفته لقيمات يقومن صلبه ... ... ... وطمر من الانهاج بأياه راقع يلذ فطام النفس عن كل لذة ... ... ... ولذات هذا العيش بئس المراضع
يبيت اللأحزان جمرة قلبه ... ... ... تشب اذا سالت عليها المدامع
اذا ذكر وللأخرى تضاءل جازعا ... ... كأن راعه من هادم العمر رائع
وان ذكر الدنيا تفانى وأصعقت ... ... مشاعرة تلك الصعاب القوارع
على وحشة في السجن من بغتة الفنا ... ... وما خلف يوم الموت كيف المفازع
وما زخرف الدنيا وان راق رونقا ... ... على عينه الا العنا والفجائع
أحال على أنفاسه البر والتقى ... ... ... فللبر والتقوى عليها طوابع
على الأرض منكور ويعرف في السما ... له مخبر بين الملائك شايع
تراه متى ما الليل عمد بيته ... ... ... عمودا على محرابه وهو راكع
يشعشع بالقرآن أنوار قلبه ... ... ... فعنهن شقت للعيون المدارع
يرجع في الديجور رنة ثاكل ... ... ... نحيبا كما ناح الحمام السواجع
يناوحه همان هم مخافة ... ... ... وهم رجاء والبرايا هواجع
بأمثال هذا يرحم الله خلقه ... ... ... وان عظمت أحداثهم والشنائع
بأمثال هذا تحفل الشاة ضرعها ... ... ويسمن مهزول ويقطف يانع
بأمثال هذا يخصب الله أرضه ... ... ... ويشرب عطشان ويشبع جائع
بأمثال هذا اتزل السحب رجعها ... ... وينضر صدع الأرض وهي بلاقع
بأمثال هذا يدفع الله سخطه ... ... ... وليس لسخط الله في الأرض دافع
لهم منزل في القرب للخلق نافع ... ... وحدث وأطلق كيف تلك الموانع
أولئك أبرار الأباضية الألى ... ... ... على نهر حرقوص وزيد كوارع
هم القوم أحرار الوجود سمت بهم ... ... الى الله من حظ سواه المنازع
محبتهم ديني بها أبتغي الرضا ... ... الى الله والزلفى وهم لي ذرائع
ودعوتهم لي سنة وجماعة ... ... ... أجهاد في احيائها وأقارع
ولني وان يتركني السيف قعددا ... ... فذلك للأمر الذي لا أدافع
قضى الله أن أحيا من العجز قابعا ... ... وما أنا في همي الى الله قابع
اذ لمت نفسي أقنعتني قيودها ... ... ... وما أنا دون النصر لله قانع
وما نصرتي بالقول والقول تشتفي ... ... من الغيظ لولا دون عزمي موانع
الى الله أشكو حائلا صد همتي ... ... فعشت كما عاش الجبان الموادع
أأحيا كسير النفس والسيف عانيا ... ... وسيف الأباضيين في الخصم شارع على أنني إن هدني الحزن هدة ... ... ونهنهني مما قضى الله ثادع
مخ ۲۳۱