Discussions on Creed in Surah Az-Zumar
مباحث العقيدة في سورة الزمر
خپرندوی
مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٥هـ/١٩٩٥م
ژانرونه
وقد دلت السنة والعقل على أن صفة العلم من الصفات الذاتية الثابتة لله ﷿.
فقد روى البخاري: في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله ﵁ قال: كان النبي ﷺ يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب..... الحديث١.
وقال ﷺ: "ما من مولود يولد إلا على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها" قالوا: يا رسول الله أفرأيت من يموت منهم وهو صغير قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين"٢.
"ومعنى الحديث الله أعلم بما كانوا عاملين لو عاشوا" أ. هـ٣.
والأحاديث الواردة في إثبات صفة العلم كثيرة جدًا لو تتبعت وجمعت لتكون منها مصنف كبير.
وأما الدليل العقلي على علمه - تعالى - فمن وجوه:
أولًا: أنه يستحيل إيجاده الأشياء بغير علم سابق قال - جل شأنه ـ: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ ٤. ثانيًا: إن المخلوقات فيها من الإحكام والإتقان وعجيب الصنعة ودقيق الخلقة ما يشهد بعلم الفاعل لها لامتناع صدور ذلك عن غير علم.
ثالثًا: إن في المخلوقات من هو عالم والعلم صفة كمال، فلو لم يكن الله عالمًا لكان في المخلوقات من هو أكمل منه، وكل علم في المخلوق إنما استفاده من خالقه وواهب الكمال أحق به، وفاقد الشيء لا يعطيه٥.
١- ١/٢٠٢. ٢- صحيح البخاري مع الفتح ١١/٤٩٣، وصحيح مسلم ٤/٢٠٨٤ وكلاهما من حديث أبي هريرة. ٣- شفاء العليل ص٣٠. ٤- سورة الملك آية: ١٤. ٥- شرح العقيدة الأصفهانية ص٢٤ - ٢٥، وانظر لوامع الأنوار ١/١٤٨ - ١٤٩.
1 / 151