141

Discussions on Creed in Surah Az-Zumar

مباحث العقيدة في سورة الزمر

خپرندوی

مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

ژانرونه

الثالث: إن الله عالم لما هو عليه في ذاته وهو مذهب أبي هاشم من المعتزلة١. وأما الفلاسفة: الذين يلقبون بالحكماء فقد أنكروا علمه تعالى بالجزئيات وزعموا أنه - تعالى - يعلم الأشياء على وجه كلي ثابت٢ وحقيقة هذا القول أنه - تعالى - لا يعلم شيئًا إذ كل ما في الخارج هو جزئي والأحرى أنهم يلقبون بالجهلاء لا بالحكماء ومذهبهم ظاهر الفساد لبعده عن ما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في أنه - تعالى - قد أحاط علمه بالكليات والجزئيات ولا يخفى عليه شيء. قال السفاريني٣ - رحمه الله تعالى - "يجب الجزم بأنه - تعالى - عالم بعلم واحد وجودي قديم باقٍ ذاتي تنكشف به المعلومات عند تعلقه بها، وإنما قلنا: بأن علمه ذاتي كسائر صفاته - تعالى - للرد على الحكماء القائلين بنفي الصفات وإثبات غاياتها والرد على المعتزلة القائلين بأنه يعلم بالذات لا بصفة زائدة عليها، والدليل على أن صفاته زائدة على ذاته ورود النصوص بأنه - تعالى - عال، وحي وقادر ونحوها، وكونه عالمًا يعلل بقيام العلم به في الشاهد فكذلك في الغائب وقس عليه سائر الصفات"٤ أ. هـ. وأما الغلاة من القدرية: "فقد أنكروا علمه - تعالى - بأفعال خلقه حتى يعملوها"٥. توهمًا منهم أن علمه - تعالى - بأفعال خلقه يفضي إلى الجبر وقولهم هذا معلوم البطلان بالضرورة في جميع الأديان، قال العلامة ابن القيم في ذكره لمراتب القدر: "فأما المرتبة الأولى: وهي العلم السابق فقد اتفق عليه الرسل من أولهم إلى خاتمهم، واتفق عليه جميع الصحابة ومن تبعهم من الأمة وخالفهم مجوس الأمة" أ. هـ٦.

١- شرح الأصول الخمسة ص١٨٢ - ١٨٣، وانظر مقالات الإسلاميين ١/٢٤٤ - ٢٤٩، اعتقادات المسلمين والمشركين للرازي ص٣٨، أصول الدين للبغدادي ص ٩٠ - ٩١، الرد على الجهمية للدارمي ص٦٨ - ٦٩. ٢- الإشارات لابن سيناء ٢/٨٤ وما بعدها، وانظر مجموعة الرسائل والمسائل ٤/٣٦٣، ولوامع الأنوار ١/١٥٩. ٣- هو: محمد بن أحمد بن سالم السفاريني شمس الدين أبو العون: عالم بالحديث والأصول والأدب. ولد سنة أربع عشرة ومائة وألف، وتوفي سنة ثمان وثمانين ومائة وألف هجرية. انظر ترجمته في "الأعلام للزركلي ٦/٢٤٠". ٤- لوامع الأنوار ١/١٤٥ - ١٤٦. ٥- التبصير في الدين ص١٠٨، الرد على الجهمية للدارمي ص٦٨ - ٦٩. ٦- شفاء العليل ص٢٩.

1 / 150