119

په ادبی او ټولنیزو مذهبونو کې مطالعات

دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية

ژانرونه

ولو أنصف الناقدون الغربيون إقبالا لاعتبروه رائدا من رواد الوجودية المتدينة؛ لأن كلامه المستفيض عن «أسرار الذات» أوفى من كل ما كتبه الوجوديون عن الذاتية، وسابق للكثير مما كتبوه وحاولوا أن ينشئوا به عقيدة جديدة، وما هو في صميمه إلا عقيدة المسلم إذا تصوف وتعبد لربه على المثال الذي اختاره إقبال.

ولقد بنى إقبال فلسفته الوجودية على الحب والفقر والشجاعة والسماحة، ولكنه فسر الفقر بقلة المبالاة بجزاء العمل، وقال عنه: إنه يجلب الإكسير إلى خلقة الطين والماء.

أما الحب عنده فهو الذي يعين على العمل بغير أمل في الجزاء.

والذين درسوا إقبالا من الغربيين والشرقيين برزت لهم فيه هذه الناحية القومية التي جمعت بين الصوفية والعمل، فقال سمث في كتابه عن الإسلام الحديث في الهند: إن رسالة إقبال «هي أن يلهب الناس بالسياط حثا لهم على الحركة»، ثم استشهد بأبيات يقول فيها:

إن لب الحياة مكنون في العمل، وإن الفرح بالخلق والإنشاء هو قانون الحياة، فانهضوا واخلقوا لكم دنيا جديدة، لفوا أرواحكم باللهيب، وليكن كل منكم كإبراهيم.

والكاتب الهندي إقبال سنغ يصفه، فيقول: «إن إقبالا لم يكن - ولا هو يحسب نفسه - من زمرة المتأملين ... وإنه لا يقنع بأن يترجم الدنيا ويفسرها حتى ينقحها ويغيرها.»

وقد صدرت أخيرا في لندن مجموعة «فورستر» الكاتب الإنجليزي الذي اختبر الهند والشرق العربي عن كثب، وفيها فصل كتبه عن إقبال يقول فيه: «إنه كان مناضلا وكان يؤمن بالذات، ويؤمن بها على اعتبارها وحدة تنال، وليست فلسفته أسئلة عن الحقيقة، بل وصايا لمن يريد أن يعرف كيف يكون النضال في سبيلها.»

وفي ختام هذا الفصل يقول: «إن محمد إقبال عبقري ذو عبقرية آمرة، وربما خالفته أحيانا حيث أوافق تاجور، ولكن إقبالا هو الذي أوثر قراءته؛ لأنني أعرف أين أنا معه، وإنه لواحد من العلمين البارزين للثقافة الهندية الحديثة، وجهلنا به قد جاوز المألوف.»

نعم؛ قد جاوز الجهل بإقبال ما هو مألوف بين الغربيين في شأن أمثاله ونظرائه، ولكنهم اليوم قد أخذوا يقرءون عنه ويتساءلون: أين نحن منه؟ هل هو ظاهرة هندية أو ظاهرة إسلامية؟ هل هو قريب منا أو بعيد عنا؟

ونعتقد أن هذا التساؤل لا يطول بعد العلم بالقليل من أقواله وآثاره، وأن «عبقريته العلمية» قريبة إلى الذهن الأوروبي العامل، فلا يطول الزمن حتى يرى كل قارئ له من أبناء الغرب كما رأى فورستر «أنه يعرف أين هو من إقبال.»

ناپیژندل شوی مخ