په ادبی او ټولنیزو مذهبونو کې مطالعات
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
ژانرونه
ولا نحتاج إلى إحصاء الطرق الصوفية في الإسلام وقبل الإسلام، فإن هذه الطرق لم تخلص قط من تعدد النشأة واختلاط الأمزجة القومية.
وإنما نحتاج إلى شيء واحد وهو تمييز التصوف بنوع من نوعيه المعروفين، وهما: التصوف الذي يرفض الحياة، والتصوف الذي يقبل الحياة، أو هو على الأقل لا يحسب رفضها شرطا لازما من شروط الخلاص والنجاة.
فمما لا شك فيه أن التصوف الهندي يقوم على رفض الحياة وطلب الخلاص من دولاب الولادة والموت، وسبيل هذا الخلاص أن ينكر الإنسان جسده ويقطع نسله ولا يشغل باله بهم من هموم الحياة، بل يعتزلها بعيدا منها ومن سائر الأحياء حيثما استطاع.
ومما لا شك فيه أن تصوف إقبال ليس من هذا القبيل، وأنه لا يقوم على نبذ الحياة ولا على إنكار الجسد ولا على ترك العمل والجهاد في المطالب العامة والخاصة، بل هو على نقيض ذلك قائم على مضاعفة العمل، ورفض العزلة والتواكل، والتسامي بالنفس عن منزلة القنوع والاستسلام.
وآراء إقبال مطابقة لسيرته الواقعية في فهم التصوف على هذا المذهب، فإنه يقول عن تصوف العزلة: إنه بدعة طرأت على الإسلام من بعض النحل الإيرانية القديمة، وإن البحث عن سر للحياة لا يعني رفضها والإعراض عنها، بل يعني أن نرتفع بها إلى غاية أكبر وأقدس من ظاهرها، وألا تكون شواغلها الظاهرة صارفة لنا عن حقيقة معناها.
هذه الصوفية هي «الصوفية الإقبالية» التي لا يطول البحث عنها في شعره ونثره ولا في سيرة حياته وسجل مساعيه وأعماله، فهو متصوف؛ لأنه يطلب للحياة سرا لا يراه طالبه من النظرة الأولى؛ وهو مسلم لأن السر لا يوجب عليه أن يعاف نصيبه من الدنيا ولا يكفه عن العمل، بل يطلب منه العمل الذي يراه الله والرسول والمؤمنون:
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون .
وليس من مقتضى هذا العمل «إنكار الذات»؛ لأن قوة العمل قوة للعامل يحقق بها كماله كما يحقق بها الكمال في قومه ودنياه.
ولهذا كان «إثبات الذات» لباب الفلسفة الإقبالية، وكانت معرفة النفس سبيلا إلى معرفة الله ومعرفة الكون، ورائد إقبال في هذا المذهب هو قول النبي
صلى الله عليه وسلم : «من عرف نفسه فقد عرف ربه.» وهو أصل من أصول الصوفية الإسلامية يضاف إلى أصولها التي قدمنا أمثلتها من القرآن الكريم.
ناپیژندل شوی مخ