109

په ادبی او ټولنیزو مذهبونو کې مطالعات

دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية

ژانرونه

لو كانت المطالب الفكرية دخلت عندنا في حساب الضروريات التي لا غنى عنها لنظر الناس إلى استهداء كتاب كما ينظرون إلى استهداء رغيف أو ثوب أو طربوش، وهم يأنفون من استهداء شيء من هذه الأشياء.

ولكن المطالب الفكرية لا تزال بين الكثيرين منا معدودة من النوافل التي لا يعيبك أن تقصر في اقتنائها.

فأنت تملكها أو لا تملكها، وتستهديها أو لا تستهديها، فليس في ذلك ما يلاحظ وليس فيه ما يعاب.

إنك تلمح هذا في كثير من العادات التي تشمل الأغنياء والفقراء.

دخلت بعض القصور التي بنيت في الريف على أحدث طراز، فلم أجد فيها مكانا للمكتبة، وفي بعضها مع ذلك مكان للصور المتحركة.

وسمع الناس أن أديبا باع كتابا ببضع مئات من الجنيهات ففغروا الأفواه دهشة واستعظاما، وقد سمعوا في المجلس نفسه أن مغنيا تناول ثلاثة أضعاف ذلك المبلغ من أجل أنشودة في رواية سينمائية فلم يستغربوا خبر الغناء كما استغربوا خبر التأليف!

وقد يبدو لنا - حتى من الناشر الجاهل وهو يعيش من الكتب ويقتني منها البيوت والضياع - أن تأليف الكتب عمل ليس له حقوق، وأن المؤلف لا يحق له أن يربح من كتبه ما يقيم أوده، فإذا تبين له أن مؤلفا يتطلع إلى حصة من الربح تساوي حصته، دخل في وهمه أنه مغبون وأن ذلك المؤلف يختلس منه حقه ويشتط عليه في طلبه، وهو على أية حال لا يصنع للكتاب شيئا غير أن يعرضه لشاريه أو يرسله إلى طالبيه.

وحتى الساعة لم يوجد في الشرق العربي كاتب واحد يستطيع أن يتخذ من تأليف الكتب صناعة مستقلة عن غيرها، وقد وجد في الأقطار الأوروبية مئات من الكتاب يؤلف أحدهم كتابا في كل سنة أو في كل سنتين، ويعيش من بيعه وترجمته عيشة الموسرين، بل عيشة كبار الموسرين.

فالمسألة هينة إذا نظرنا إلى عدد النسخ التي تهدى أو تستهدى، ولكنها ليست بهينة إذا نظرنا إلى دلالتها على قيمة المطالب الفكرية في بلادنا، وعرفنا منها أن هذه المطالب لم تدخل بعد عندنا في حساب الضروريات.

إن الكتب يجب أن تنشر بين الأغنياء والفقراء، ولكن من هو المسئول عن نشرها؟

ناپیژندل شوی مخ