دراسات فلسفية غربية
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
ژانرونه
2
والحقيقة أنه يصعب ترجمة مصطلح
Formgeschichte
فهو يعني في الوقت نفسه ثلاثة أشياء: (أ) «تاريخ الأشكال الأدبية»، أي تتبع الأشكال الأدبية للكلام نشأة وتكوينا وتطورا، هي المعروفة في علوم النقد باسم «الأنواع» الأدبية، ومقارنتها بمثيلاتها في الآداب القديمة. وهي أقرب الترجمات إلى المعنى الحرفي للمصطلح، والشائع عند معظم الدارسين. (ب) «تاريخ تكوين الإنجيل»، فالصورة هنا تعني التكوين
formation
أو عملية «التشكيل» فالمهم هو عملية تكوين الإنجيل ابتداء من الوحدات المستقلة المتفرقة شفاها أو تدوينا وتاريخا وليست الأشكال النهائية للأناجيل والتي هي المظاهر الخارجية لعملية التكوين، وهو معنى أوسع من المعنى الأول، وبمصطلح علوم اللغة والأنثروبولوجيا يريد المعنى الأول تحليل الصور في المعية الزمانية
synchronic
بينما يريد الثاني تحليلها في التتابع الزماني
Diachronic . (ج) «صور الشعور التاريخي»، فالأشكال الأدبية قد تخلقت في شعور الجماعة الأولى وبالتالي فإنها في حقيقة الأمر صور للشعور التاريخي لدى الجماعة الأولى. النص من وضع الشعور، والصورة للشعور قبل أن تكون للنص. والشعور هو الذي يدرك العالم ويتصوره ثم يعبر عنه في صورة مثل أو قصة أو حكاية خيالية أو أسطورة، وتحركه بواعث وغايات قصدية، وهو المعنى الأعمق والذي يربط المدرسة برافدها الأساسي في علم الظواهر أو «الفينومينولوجيا». طبقا للمعاني الثلاثة للفظ يتكلم؛ اللفظ والمعنى والشيء أي الصورة والمضمون والموضوعية. وللمدرسة ثلاثة جوانب سنقتصر منها على الجانب الأول فقط وهي: (1)
دراسة الأشكال الأدبية المختلفة التي تم فيها تدوين أقوال عيسى وأفعاله ابتداء من التراث الشفاهي حتى التراث المدون، وطرق صياغتها ابتداء من الأشكال المماثلة في الآداب القديمة اليونانية والعبرية والشرقية القديمة، وكيفية تشكيل الوحدات الصغيرة والربط بينها حتى أصبحت الأناجيل. ومهمة هذا الجانب هو الكشف عن هذه الأشكال الأدبية وتصنيفها وبيان نشأتها وتطورها قبل أن تبدأ عملية الفهم أو التفسير أو التأويل. وهو البديل عن النقد التاريخي القديم لإثبات صحة النصوص إلا أنه لا يتعلق بالسند ولكن بالمتن. (2)
ناپیژندل شوی مخ