دراسات عن مقدمة ابن خلدون

ساطع الحصري d. 1388 AH
33

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

ژانرونه

ولأجل أن نفهم علل هذه الأحكام الغريبة التي يسردها بودن، يجب أن نتذكر ما يلي: إن المريخ يسمى باللغات الإفرنجية باسم «مارس»

Mars ، وهذا اسم إله الحرب في الأساطير اليونانية. كما أن الزهرة تسمى باسم «فينوس»

Venus ، وهذا اسم آلهة الحب والجمال في عرف الأساطير المذكورة. وأما القمر فيرمز إلى «ديانا»

Diana ، وهي آلهة القنص في تلك الأساطير. كما أن المشتري يسمى باللغات الإفرنجية باسم «جوبتر»

Jupiter ، وهو اسم رئيس الآلهة في الأساطير القديمة.

هذه آراء ونظريات قال بها وكتبها «المؤرخ والمفكر جان بودن» في النصف الأخير من القرن السادس عشر. (3) التاريخ والسحر

إن الاعتقاد بالسحر والسحرة والقول بتأثير الطلاسم من جملة الأمور الخرافية التي سادت على أذهان الناس عند جميع الأمم في جميع أدوار التاريخ الماضية.

هذا الاعتقاد كان منتشرا بين أمم القرون الأولى - من المصريين إلى اليونان فالرومان - غير أنه اكتسب خطورة خاصة في أوروبا في القرون الوسطى؛ حيث امتزج بالاعتقاد بالشياطين، وأودى بحياة الكثيرين من الأبرياء والمظلومين.

ومما تجب ملاحظته في هذا الصدد أن هذه المعتقدات الخرافية لم تنته بانتهاء القرون الوسطى، بل استمرت بعد ذلك خلال عهد الانبعاث أيضا، ولم تفقد شيئا من قوتها إلا بعد أواسط القرن السابع عشر للميلاد.

كان الأوروبيون يعتقدون عندئذ بالسحر والسحرة اعتقادا راسخا، ويعزون تأثير السحر إلى أعمال الشياطين، كانوا يقولون بوجود الآلاف، بل الملايين من الشياطين، ويزعمون أن هؤلاء الشياطين يسيطرون على بعض الناس، ولا سيما النساء، ويولدون شتى الأمراض، ويسببون أنواع الشرور، ويتخذون السحرة آلة وواسطة لشرورهم هذه، كانوا يظنون أن جماعات السحرة يعقدون - من حين إلى حين - «اجتماعات خاصة» مع الشياطين في خبايا الغابات، ويقيمون أنواعا عديدة من الطقوس الغريبة خلال هذه الاجتماعات.

ناپیژندل شوی مخ