112

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

ژانرونه

نظرة تمهيدية

1 (1)

إن العلماء والمفكرين الذين دونوا طرائق البحث ومناحي الاستقصاء في مسائل التاريخ اهتموا اهتماما كبيرا بكيفية تفسير الوثائق التاريخية والنصوص القديمة، وأفردوا فصولا خاصة لعملية «النقد التفسيري»، الذي اصطلحوا على تسميته باسم خاص:

Hsrméneutique (من اليونانية «أرمه نيون» بمعنى الشرح والإيضاح).

وقد كتب في هذا الصدد المؤرخان «شارل سنيوبوس» و«لانغلوا» في الكتاب المشهور الذي اشتركا في تأليفه باسم «مدخل إلى دراسة التاريخ»، ما ملخصه: «إن تفسير نص من النصوص يتطلب معرفة اللغة معرفة متقنة بطبيعة الحال، غير أنه يجب ألا يغرب عن البال أن ذلك يتطلب معرفة «تاريخ تطورات اللغة» أيضا معرفة دقيقة؛ ذلك لأن مفردات اللغة كثيرا ما تكون متموجة المدلول ومتحولة المعنى، فالمعاني المستفادة منها قد تختلف لذلك بين زمان وزمان، وبين مكان ومكان، كما أنها قد تختلف بين كاتب وكاتب، حتى إنها قد تتحول - على قلم كاتب واحد أيضا - من موضع إلى موضع، حسب سياق الكلام، وهذه الاختلافات والتحولات قد تصل إلى درجة كبيرة جدا.»

مثلا إن كلمة

vel

كانت تدل في اللاتينية القديمة على «أو»، غير أنها صارت تدل مؤخرا - في بعض أدوار القرون الوسطى - على «و»، ولا حاجة للبيان أن الفرق بين المعنى الأول وبين المعنى الثاني عظيم جدا.

وكذلك كلمة

Suffragium

ناپیژندل شوی مخ